بانياس: مناشدات بضبط التجاوزات و الأمن العام يعد بالمحاسبة

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

أكدت مصادر خاصة من داخل مدينة بانياس الساحلية، في حديثها لمنصة “سوريا 24″، أن وجهاء المدينة ناشدوا قوات الأمن العام لتحييد المدنيين وإخراجهم إلى مناطق أكثر أمانًا، لافتةً إلى عمليات قتل ممنهجة ترتكبها الأطراف المتصارعة داخل المدينة.

انتهاكات ممنهجة

ووفق شهادات أحمد بانياسي ومحمود أبو الشيخ، من أهالي المدينة، في حديثهما لمنصة “سوريا 24″، فإن بانياس شهدت
عمليات قتل ممنهجة طالت مدنيين عزّل، بما في ذلك النساء والأطفال وكبار السن.
وقال بانياسي: “تم تسجيل حالات إعدام على أسطح البنايات، واقتحام المنازل وتعفيشها، وحرق السيارات والممتلكات الخاصة”.

وأضاف في حديثه لمنصة “سوريا 24”: “ما يحدث في بانياس كارثة إنسانية بكل المقاييس، هناك أعداد كبيرة من الضحايا الذين قُتلوا بدم بارد، بينهم أطباء ومهندسون وعمال وحتى أطفال، حيث تشير الأرقام الأولية إلى مقتل ما يقارب 200 شخص في المدينة وحدها، لكن الأعداد تتزايد بشكل يومي ولا يمكن إحصاؤها بدقة بسبب استمرار التوتر الأمني”.

عمليات انتقام وتصفية حسابات

وتتركز الانتهاكات في المناطق ذات الأغلبية العلوية، مثل حي القصور والمروج ومساكن المصفاة، بحسب محمود أبو الشيخ.

وأوضح أبو الشيخ، في حديثه لمنصة “سوريا 24“، أن بعض الأطراف المسلحة تقوم بعمليات انتقامية وتصفية حسابات، مستهدفةً الأبرياء الذين لا علاقة لهم بالصراع المسلح: “ما كنا نقاتل ضده خلال 14 عامًا كان نظامًا فاسدًا، وليس طوائف أو أديانًا، وللأسف، اليوم نشهد انتهاكات متبادلة تزرع الفتنة بين السوريين”.

دعوات للتهدئة ووقف القتل

ووسط هذه الأجواء المشحونة، برزت أصوات وجهاء محليين ومنظمات مجتمع مدني تدعو إلى التهدئة ووقف القتل.
وأشار أحمد بانياسي إلى أن بعض الوجهاء الوطنيين يعملون جاهدين على السيطرة على الوضع، لكن محاولاتهم لم تلقَ حتى الآن استجابة واسعة: “هناك مناشدات مستمرة لقوات الأمن ووزارة الدفاع السورية لوقف القتل وتأمين ممرات آمنة للمدنيين الراغبين في الخروج نحو مناطق أكثر أمانًا، كما أن بعض الوجهاء يحاولون حماية مناطق معينة ليتمكن المدنيون من الوصول إليها وإخلاء المدينة”.

ومع ذلك، فإن الحصار المفروض على المدينة، حسب بانياسي، يجعل من الصعب على المدنيين الفرار أو حتى الحصول على الغذاء والماء والدواء: “لا يمكن للناس الخروج”، مشيرًا إلى أن الحصار يزيد من معاناة السكان ويؤجج الغضب الشعبي.

الأمن العام يقف في وجه الانتهاكات

وعلى صعيد آخر، بدأت قوات الأمن العام السوري تنفيذ حملة واسعة النطاق لملاحقة المتورطين في ارتكاب الانتهاكات ضد المدنيين.
وتأتي هذه الحملة في إطار الجهود الرامية إلى استعادة الاستقرار وحماية السكان المحليين، وقد تمكنت القوات حتى الآن من اعتقال عدد كبير من الأشخاص المتورطين في أعمال السلب والنهب والقتل، خاصة في مناطق مثل جبلة وريف مصياف.

وأعلن الأمن العام عن مصادرة أكثر من 200 آلية مسروقة في جبلة، مع إعادة المركبات إلى أصحابها بعد التحقق من هوياتهم، كما تم توقيف العشرات من المتورطين في أعمال النهب والتعفيش.

وبدأت قوات الأمن بإغلاق الطرق المؤدية إلى الساحل وإعادة الأشخاص غير المكلفين بمهام عسكرية إلى مناطقهم الأصلية، بهدف تقليل التوترات ومنع تسلل المسلحين إلى المناطق السكنية.

وفي ريف مصياف، تجري مفاوضات مكثفة بين الأمن العام ووجهاء منطقة وادي العيون لضبط الوضع الأمني وتثبيت نقاط داخل المدينة، بهدف تسليم المتسببين في قتل عناصر من الأمن ووزارة الدفاع، وضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث.
ومساء الجمعة، حاصر مسلحون من فلول النظام السابق مستشفى بانياس الوطني، ومنعوا دخول أو خروج المرضى.

ووفقًا لمدير المستشفى، عبد الإله محمود، فقد قام هؤلاء المسلحون بتنفيذ إعدامات ميدانية بحق عشرة عناصر من الأمن العام، بينهم مصابون كانوا يتلقون العلاج بعد استهداف دوريتهم تحت جسر العنازة.

وقال محمود، في حديثه لمنصة “سوريا 24”: “استهدفوا العاملين في المستشفى بشكل عشوائي وأعدموا الحراس بدم بارد”، مشيرًا إلى أن المسلحين منعوا أيضًا وصول مرضى الكلى والسرطان إلى المستشفى لتلقي العلاج، مما زاد من معاناة السكان.

رفض أي محاولات لزرع الفتنة

وفي ظل هذه الأجواء المتوترة، يؤكد محمد أبو الشيخ أن التعايش بين الطوائف في سوريا كان دائمًا قاعدة ثابتة، وأن ما يحدث اليوم هو نتيجة محاولات البعض زرع الفتنة بين السوريين: “ليس كل العلويين فلولًا، وليس كل السنة متطرفين، نحن عشنا معًا ونعرف بعضنا بعضًا جيدًا، هناك من يسعى لإشعال الفتنة، وللأسف نجحوا مؤقتًا، لكنني أؤمن بأن هذه الفتنة ستُخمد إذا استجاب الجميع لدعوات التهدئة”.

ووسط كل ذلك، تبقى الحاجة ماسة إلى تضافر الجهود المحلية والأمنية والعسكرية ومن كافة أطياف الشعب السوري لحماية المدنيين وضمان عودة الاستقرار إلى المنطقة.

مقالات ذات صلة