في اليوم العالمي للمرأة: السوريات يحتفلن بالحرية ويواصلن النضال

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

في اليوم العالمي للمرأة، الذي يحتفل به العالم سنوياً في الثامن من آذار/مارس، تتجه الأنظار نحو المرأة السورية، التي أصبحت رمزاً للصمود والنضال بعد سنوات من التحديات التي واجهتها منذ اندلاع الثورة السورية وصولاً إلى سقوط نظام الأسد السابق.

وقبل سقوط النظام السابق، عانت المرأة السورية من سياسات القمع والتهميش التي ميّزت حكم الأسرة الأسدية لعقود.

ومع اندلاع الثورة السورية عام 2011، خرجت النساء إلى الشوارع للمطالبة بالحرية والكرامة، ليصبحن جزءاً لا يتجزأ من النضال الوطني. وقد تجاوز دورهن مجرد المشاركة في المظاهرات، حيث تولين أدواراً قيادية في التنظيم المجتمعي والإغاثة الإنسانية وفي مختلف المجالات.

عماد الثورة وأساس التغيير

وقالت ميسا المحمود، ناشطة إعلامية ومدافعة عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة، في حديثها لمنصة “سوريا 24”: “في يوم المرأة العالمي، نستحضر نضال المرأة السورية كرمز للصمود والإصرار، فقد كانت المرأة السورية ولا تزال عماد الثورة وأساساً للتغيير، حيث رفعت راية الحرية والكرامة متحدّيةً القمع والألم. وفي خضم الحرب والصراعات، تخطّت المرأة القيود المجتمعية لتكون قائدةً، ومناضلةً، وبانيةً للمستقبل”.

وأضافت: “من بين الأنقاض، انبثقت المرأة السورية بأمل لا يتزعزع، فتحوّل الألم إلى قوة، والمعاناة إلى خطوات نحو مستقبل أكثر إشراقاً. فقد ساهمت ليس فقط في ميادين النضال السياسي، بل أيضاً في المجال الإعلامي، حيث كان صوتها وعدستها تنقل قضايا النساء بعينها، حاملةً ما تشعر به. وكذلك في التعليم والرعاية الصحية والإغاثة الإنسانية، حيث أثبتت مكانتها كركن أساسي في بناء المجتمع. إنها المرأة التي لم تُطفئ المآسي شعلتها، بل جعلتها مشعلاً ينير دروب الحرية”.

وتابعت: “مع لحظات التحرير والحرية، نجد أن نضال المرأة السورية لا يتوقف هنا، فبعد التحرير، ستواصل دورها في إعادة بناء الوطن وترسيخ قيم العدالة والمساواة، لتضمن أن التضحيات التي قُدمت لم تذهب هباءً. فإعادة إحياء المجتمع واستعادة نسيجه الاجتماعي سيكونان بيدٍ نسائية قوية تُكمل مسيرة الأمل والتغيير. لنحتفل بهذا اليوم العالمي ليس فقط لتكريم إنجازاتها، بل لنقف بفخر أمام مسيرة كفاحها المستمرة، التي تُلهم الأجيال القادمة للعمل معاً من أجل بناء وطن يليق بحلمها وإصرارها”.

تضحيات وقيمة مضاعفة من الألم

كان سقوط نظام الأسد السابق لحظةً تاريخية بالنسبة للشعب السوري، لكنه لم يكن نهاية المشاكل، فالبلد الذي خرج من تحت رماد الحرب يحتاج إلى إعادة بناء شاملة على كافة المستويات، بما في ذلك المستوى الاجتماعي والثقافي. وهنا تأتي المرأة السورية لتلعب دوراً محورياً في عملية إعادة الإعمار.

وقالت ميساء رزوق، عضوة في الحركة السياسية النسوية، في حديثها لمنصة “سوريا 24”: “لم تنفصل المرأة السورية يوماً عن وطنها، فهي كحال سوريا، حاربت وتحارب لتحريرها ولتحقيق سلامها. سوريا التي كانت سجينة وقتيلة لعقود، وها نحن نحتفل اليوم بيوم المرأة العالمي في ظل بلدنا المحرر من نظام الأسد، الذي عمل جاهداً على خلق صورة ظاهرية لا حقيقية عن الحريات. المرأة التي كانت تضحياتها ذات قيمة مضاعفة من الألم”.

وأضافت: “نستذكر في هذا اليوم المعتقلات، وشهيدات الرأي، والمختطفات، والثكالى، والمكلومات. تلك الخطى التي مضينا فيها جميعاً كسوريين، لم تتوانَ المرأة السورية عن تمثيل ثورتها ووطنها في أي ميدان، بل أبدعت وأتقنت. والآن، في ظل سوريا الحرة، وبعد انتصار ثورتنا، ما زال الطريق أمام المرأة طويلاً لتحقيق مشاركتها الأصيلة في بناء الوطن. فاليوم هو يوم يجوز فيه التمني، وتجوز به الأحلام، بعد أن تحقق حلم ثورتنا بالخلاص من الحقبة الأسدية”.

رمز للصمود والتضحية

وعلى الرغم من التحديات الكبيرة، بدأت المرأة السورية تشق طريقها نحو المشاركة السياسية. فقد شهدت السنوات الأخيرة زيادة في عدد النساء اللواتي يتولين مناصب قيادية في الحكومة المحلية والمنظمات غير الحكومية. ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يجب القيام به لتحقيق تمثيل حقيقي ومنصف للمرأة في الحياة السياسية السورية.

بدورها، أكدت عائشة الدبس، رئيسة مكتب شؤون المرأة في سوريا، على دور المرأة السورية، قائلةً في مقطع مصور على حسابها في منصة “إكس”: “المرأة السورية كانت ولا تزال رمزاً للصمود والتضحية، وعلى الرغم من كل المصاعب، فإنها تواصل النضال من أجل تحقيق الأمن والاستقرار لأبنائها ومجتمعها”.

وأشارت إلى أن “اليوم العالمي للمرأة يأتي هذا العام في ظروف استثنائية ومعقدة، حيث ما زالت أصوات الخوف والرعب تسيطر على حياة النساء والأطفال في مختلف المناطق السورية”.

ووسط كل ذلك، فإن دعم المرأة السورية في هذه المرحلة الحساسة يتطلب جهوداً دولية ومحلية متضافرة.

مقالات ذات صلة