تُشكّل الألعاب النارية، المعروفة محليًا بـ”الفتاش”، خطرًا كبيرًا على الأطفال، خاصة مع انتشارها في الأسواق وبيعها بشكل عشوائي في عدد من المحلات التجارية مع اقتراب موسم الأعياد، وخلال الفترة الماضية، سجلت مدينة أعزاز في ريف حلب الشمالي عدة إصابات بين الأطفال، ما دفع إدارة الأمن العام إلى إصدار تحذير عاجل لمنع بيع هذه الألعاب، حفاظًا على سلامة الأطفال والمارة.
تحذير أمني وحملة تفتيش لضبط المخالفين
في حديث خاص لمنصة سوريا 24 أكد عبد القادر حاج عثمان، مدير المكتب الإعلامي في أعزاز، أن إدارة الأمن العام وجّهت تحذيرًا لجميع أصحاب المحلات التجارية بعدم بيع الألعاب النارية للأطفال، مشيرًا إلى أن الجهات الأمنية ستطلق حملة تفتيش مكثفة خلال 48 ساعة لضبط أي مخالفات، ابتداءً من يوم الأحد 16 آذار 2025.
وأوضح حاج عثمان أن “الألعاب النارية تسببت الأسبوع الماضي في إصابتين خطيرتين لطفلين، إحداهما في العين والأخرى في اليد، ما يوضح مدى خطورة هذه المواد على الأطفال”.
شكاوى الأهالي: “أرواح أطفالنا في خطر”
أم محمد، وهي والدة لطفل يبلغ من العمر ثماني سنوات، تحدثت عن معاناة طفلها الذي أصيب بحروق في يده أثناء لعبه بإحدى الألعاب النارية التي اشتراها من أحد المحلات في السوق الشعبي. تقول: “ابني كاد يفقد إصبعه بسبب هذه الألعاب الخطيرة، رغم تحذيراتنا المستمرة له بعدم اللعب بها، أتمنى من الجهات المعنية تشديد الرقابة على المحلات التي تبيع هذه المواد للأطفال”.
بدورها، عبّرت أم أحمد، والدة لطفل آخر يشتري دوما مفرقعات نارية و”فتاش” عن قلقها من انتشار هذه المواد في الأسواق دون رقابة. تقول: “ابني كاد يفقد بصره بسبب قطعة بلاستيكية انطلقت من أحد الفتاشات. يجب على الأمن اتخاذ إجراءات صارمة لحماية الأطفال من هذه المخاطر”.
قرار سابق لم يُنفذ
يُذكر أن الضابطة التموينية في أعزاز كانت قد أصدرت قرارًا في عام 2019 يمنع بيع الألعاب النارية في الأسواق، بسبب الأضرار التي تسببها على السكان، إلا أن هذا القرار لم يُطبّق بشكل فعلي، ما أدى إلى استمرار حوادث الإصابات بين الأطفال.
دعوة للمجتمع المحلي
إدارة الأمن العام في أعزاز دعت الأهالي إلى التعاون مع الجهات الأمنية والإبلاغ عن أي محل يبيع الألعاب النارية للأطفال، بهدف الحد من انتشار هذه المواد الخطيرة وحماية أرواح الأطفال، كما طالبت أصحاب المحلات بالالتزام بالقرار لتجنب المساءلة القانونية.