ريف دمشق: تحسن الكهرباء يخفف معاناة الأهالي بعد سنوات من التقنين

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

شهد قطاع الكهرباء في ريف دمشق تحسنًا ملحوظًا خلال الأيام القليلة الماضية، إذ زادت ساعات التغذية في مختلف المناطق، مما انعكس إيجابيًا على حياة السكان وساعدهم في تلبية احتياجاتهم اليومية بشكل أفضل. يأتي ذلك في ظل وصول الغاز القطري عبر الأردن، وفق ما أكده مسؤولون في قطاع الكهرباء، رغم استمرار بعض التحديات المتعلقة بتوافر الوقود.

المهندس خالد أبودي، المدير العام لمؤسسة النقل والتوزيع، قال في تصريح خاص لمنصة سوريا 24: “القطاع الكهربائي يشهد تحسنًا ملحوظًا بعد وصول الغاز القطري عبر الأردن، لكن انخفاض درجات الحرارة سيؤدي إلى زيادة الطلب على الكهرباء، مما قد يقلل من هذا التحسن”.

وأضاف: “نعمل على الحفاظ على استقرار التوليد قدر الإمكان، وسيتم توزيع التحسن على مختلف المحافظات وفق المتاح من الموارد”. وأوضح أنه “إذا تم تأمين توليد بين 6000 و6500 ميجاواط، يمكننا توفير الكهرباء بمعدل يصل إلى 16 ساعة يوميًا، لكن حاليًا، ومع قلة توافر الفيول والغاز، نبذل جهودًا لزيادة الكميات حتى نتمكن من تحسين ساعات الوصل تدريجيًا”.

وأشار أبودي إلى أن “التحسن الحالي جاء نتيجة تنفيذ العديد من أعمال الصيانة في مجالات التوليد والتحويل والنقل، مما جعل الشبكة والمحطات قادرة على التوليد بين 4000 و6000 ميجاواط”. لكنه أكد أن “الكميات المتاحة من الغاز والفيول لا تزال غير كافية لتشغيل المحطات بطاقتها القصوى، ونأمل في زيادة الإمدادات خلال الفترة القادمة لتحسين التغذية الكهربائية بشكل أكبر”.

ارتياح بين الأهالي بعد زيادة التغذية

مع زيادة ساعات الوصل، عبّر العديد من سكان ريف دمشق عن ارتياحهم لهذا التحسن، خاصة بعد سنوات من التقنين القاسي الذي أثّر بشكل كبير على حياتهم اليومية.

أبو سامر، وهو صاحب متجر في مدينة دوما، قال لـسوريا 24: “أخيرًا أصبح بإمكاني تشغيل البراد لساعات أطول، وهذا ساعدني في حفظ البضائع دون الحاجة إلى مولدات أو بطاريات، التي كانت تكلفني الكثير”. وأكد أن “الزيادة في ساعات الكهرباء قلّلت من نفقات تشغيل المحل، خاصة مع غلاء أسعار المازوت”.

أما أم علي، وهي ربة منزل من منطقة قدسيا، فقد اعتبرت أن التحسن الحالي ساعدها كثيرًا في أداء المهام المنزلية، مشيرة إلى أن “الطبخ والغسيل أصبحا أسهل بعد أن كنت أعتمد على ساعات محدودة من الكهرباء”. لكنها تخشى أن يكون هذا التحسن مؤقتًا، قائلة: “لا نريد أن يكون الأمر مجرد فترة قصيرة ثم نعود إلى المعاناة القديمة”.

من جهته، رأى فادي، وهو طالب جامعي، أن “الزيادة في ساعات الكهرباء جعلت الدراسة أكثر راحة، حيث لم أعد بحاجة إلى الاعتماد على ضوء الهاتف المحمول أو البحث عن أماكن توفر الكهرباء للشحن”. وأضاف: “نأمل أن يستمر هذا التحسن، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء، حيث تزداد الحاجة إلى التدفئة والإنارة”.

هل يستمر التحسن؟

ورغم هذه التطورات الإيجابية، فإن القلق ما يزال يسيطر على الأهالي، خصوصًا مع التحذيرات من احتمال تراجع التغذية بسبب ارتفاع الطلب مع انخفاض درجات الحرارة. ومع استمرار أزمة الوقود، يبقى مصير التحسن مرهونًا بمدى قدرة الحكومة على تأمين الإمدادات الكافية من الغاز والفيول.

يقول لسان حال الأهالي إن الأمل معلق على استدامة هذا التحسن، ليكون خطوة نحو استقرار قطاع الكهرباء في سوريا، بعد سنوات من الانقطاع الطويل والتقنين الذي أثّر على مختلف نواحي الحياة اليومية.

مقالات ذات صلة