أدانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان استهداف خمسة إعلاميين، بينهم مراسل سوريا 24 أيهم بيوش، بصاروخ موجه مضاد للدروع أثناء تغطيتهم للاشتباكات المسلحة بين القوات السورية وعناصر حزب الله اللبناني على الحدود السورية اللبنانية، يوم 17 آذار 2025.
ووفقًا لتوثيقات الشبكة، فقد استهدف الإعلاميون الخمسة بصاروخ يُعتقد أنه من طراز “كورنيت”، أُطلق من مواقع تابعة لحزب الله داخل الأراضي اللبنانية، بينما كانوا يؤدون عملهم الصحفي على الحدود في محافظة حمص، مقابل قرية القصر اللبنانية، وأسفر القصف عن إصابات طفيفة متفاوتة، حيث تم نقلهم إلى إحدى النقاط الطبية في محافظة حمص لتلقي العلاج.
جاء هذا الهجوم في سياق تصعيد عسكري شهدته المنطقة، حيث اندلعت اشتباكات بين القوات السورية التابعة لوزارة الدفاع وعناصر حزب الله اللبناني، على خلفية اختطاف وقتل ثلاثة عناصر من الجيش السوري قرب منطقة سد زيتا المحاذية للحدود السورية.
وبحسب مصادر محلية، فقد تم اقتياد الجنود إلى داخل الأراضي اللبنانية، حيث قُتلوا في ظروف وحشية “رجماً بالحجارة”، قبل أن يتم نقل جثامينهم إلى مشفى الهرمل الحكومي في لبنان، ومن ثم تسليمهم إلى الحكومة الانتقالية السورية عند معبر جوسية الحدودي في حمص.
وأدت هذه الحادثة إلى اندلاع مواجهات عنيفة بين الطرفين خلال يومي 16 و17 آذار، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن عشرة عناصر من الجيش السوري، وفق توثيقات الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
وصفت الشبكة السورية لحقوق الإنسان هذا الاستهداف المباشر للصحفيين بأنه انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، الذي ينص بوضوح على حماية الصحفيين والعاملين في المجال الإعلامي أثناء النزاعات المسلحة، بوصفهم مدنيين يجب عدم استهدافهم.
ودعت الشبكة إلى فتح تحقيق مستقل وشفاف حول هذه الحادثة، لضمان محاسبة المسؤولين عن الاستهداف، سواء من صناع القرار أو المنفذين المباشرين.
كما أكدت أن الممارسات العدوانية التي يقوم بها حزب الله داخل الأراضي السورية تعد انتهاكًا صارخًا للسيادة السورية، وتقوض الجهود الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
أكدت الشبكة أن تكرار مثل هذه الانتهاكات يشكل تهديدًا خطيرًا لحرية العمل الإعلامي في سوريا، داعية المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية إلى الضغط لضمان سلامة الصحفيين وتوفير بيئة آمنة لممارسة عملهم، بما يتيح لهم نقل الحقائق بحرية بعيدًا عن المخاطر الأمنية.
وقال أيهم البيوش، مراسلنا وأحد المصابين في الحادثة: “كنا نقوم بتغطية الاشتباكات بشكل مهني ودون أي تهديد لأي طرف، وفجأة استُهدفنا بصاروخ موجَّه، لحسن الحظ، نجونا بإصابات طفيفة، لكن هذا الحادث يؤكد مجددًا خطورة العمل الصحفي لذلك نطالب بحماية الصحفيين وتوفير بيئة آمنة لأداء مهامنا في نقل الحقيقة”.