نظّمت مؤسسة “خطوات للتنمية المجتمعية” ندوة حوارية في دمشق لمناقشة خطط إعادة الإعمار في سوريا، بحضور شخصيات بارزة من خبراء اقتصاديين، وممثلين عن الحكومة السورية الجديدة، إضافة إلى منظمات المجتمع المدني ورجال الأعمال.
إعادة الإعمار.. هاجس شعبي واستراتيجية وطنية
افتتح الندوة علي سلطان، مدير مؤسسة خطوات للتنمية المجتمعية، مؤكدًا أهمية هذا الحدث في تسليط الضوء على مستقبل إعادة الإعمار في سوريا. وقال لمنصة سوريا 24: “إنّ إعادة الإعمار ليست مجرد مشروع اقتصادي، بل هي أمل لملايين السوريين الذين فقدوا منازلهم وباتوا في المخيمات، إذ لا يزال قرابة مليون شخص ينتظرون العودة إلى منازلهم.”
وأكد حرصه على بحث ملف إعادة الإعمار مع نخبة من المختصين، للخروج بحلول قابلة للتنفيذ يمكن تقديمها للجهات الحكومية المختصة كمقترحات داعمة لعملية التخطيط والتنفيذ.
القطاع الخاص ودوره في إعادة الإعمار
من جانبه، أوضح المهندس فارس أسعد، أحد المتحدثين في الندوة وممثل مركز خطوات للتنمية المجتمعية، أن الندوة جمعت المهتمين بشؤون إعادة الإعمار من رجال أعمال ومسؤولين حكوميين، وقال لمنصة سوريا 24: “النقاش في الندوة جرى حول كيفية وضع الخطوط العريضة وإعداد مسودة عمل لإعادة الإعمار في سوريا.”
التحديات والفرص في ملف إعادة الإعمار
ناقشت الندوة التحديات التي تعيق انطلاق مشاريع إعادة الإعمار، بما في ذلك نقص الموارد المالية، وضرورة تأمين التمويل اللازم عبر استثمارات محلية ودولية. كما تمت الإشارة إلى أهمية تأمين الطاقة والوقود لضمان استمرارية الأعمال الإنشائية، حيث أكد أحد المتحدثين الحكوميين: “ما إن يتم تأمين الوقود والطاقة بشكل منتظم، حتى يزداد عدد ساعات تشغيل المشاريع، مما ينعكس مباشرة على سرعة تنفيذ خطط إعادة الإعمار.”
كما شدّد المشاركون على أهمية تقييم احتياجات القطاعات الأساسية، مثل المياه والكهرباء والبنية التحتية، وتحديد الأولويات لضمان إعادة تأهيل المناطق المتضررة وفق رؤية مستدامة.
نحو رؤية استراتيجية لإعادة الإعمار
في ختام الندوة، شدّد المشاركون على أهمية إعداد مسودة عمل واضحة، تتضمن خططًا تنفيذية مدروسة تستند إلى دراسات دقيقة تلبي احتياجات مختلف القطاعات، مع التأكيد على الدور الفاعل للخبراء الاقتصاديين والمجتمع المدني في رسم سياسات ناجحة تضمن إعادة الإعمار بشكل متكامل وعادل.