يشكو سكان حي الصالحين في مدينة حلب من تدهور الأوضاع الخدمية والمعيشية بشكل كبير، في ظل غياب شبه تام لأيّ تدخل حكومي فعّال لتحسين ظروفهم اليومية. ومن خلال شهادات عدد من الأهالي، تتضح ملامح أزمة متراكمة تشمل مختلف جوانب الحياة، من غياب البنية التحتية إلى انعدام الأمن والخدمات الصحية.
خدمات متدهورة وبيئة غير صالحة للحياة
يؤكد أحمد جمال، أحد سكان الحي القاطنين خلف المقبرة، أن الوضع البيئي والصحي في المنطقة كارثي، حيث “الصرف الصحي سيّئ للغاية، ولم نشهد الكهرباء منذ أكثر من عشر سنوات”. ويضيف: “القمامة منتشرة في الشوارع، والأنقاض تعيق حركة المرور، فيما تتفاوت أسعار الأمبيرات بين 60 و70 ألف ليرة سورية، دون أيّ التزام بالتسعيرة الرسمية”. ويطالب جمال بتحسين واقع الكهرباء، وتزفيت الشوارع، وترحيل الأنقاض.
أما فاطمة، فعبّرت عن استيائها من “غياب النظام وانتشار البعوض”، مؤكدةً أن الحي “يفتقر إلى أيّ نوع من العناية أو الاهتمام من قبل الجهات المختصة”.
تهميش مستمر منذ سنوات
من جهته، يشير أحمد الديري إلى أن الحي يعاني من “تراكم القمامة، وانتشار البق والذباب، وتراكم الغبار”، لافتًا إلى أن الشوارع “لم تُزفّت منذ سنوات طويلة”. وطالب بعدم تهميش الأحياء الشرقية كما كان الحال في عهد النظام السابق، معبّرًا عن أمله في استجابة الدولة الجديدة لمطالب الأهالي بعد سنوات من الإهمال.
حي منكوب ومهدد صحيًا
“نحن في حي منكوب منذ نحو عشر سنوات”، بهذه الكلمات وصف عمر محمود وضع حي الصالحين، مشيرًا إلى قلة الطعام والمياه، وانتشار الأمراض بين الأطفال، في ظل غياب أيّ رعاية صحية أو بنية خدمية.
فيما أشار ماهر محمد تشتش إلى سوء وضع الصرف الصحي، مؤكدًا أن “الأنابيب مكسورة، ولا يوجد مستوصف في الحي، ولا وسائل نقل عامة، ولا مدارس، ولا حتى أمن”. كما عبّر عن مخاوف الأهالي من انتشار القوارض واللاشمانيا، وقال: “الكهرباء والمياه مقطوعتان، وأسعار الأمبيرات مرتفعة، والقائمون عليها لا يلتزمون بالتسعيرة، ولم يزرنا أحد، وكأننا من المنسيين”.
أمن معدوم وانتشار للسرقات
كما أشار أحمد علبي إلى تفشي ظاهرة السرقات في الحي، مضيفًا: “لا توجد دوريات أمنية في المنطقة الشرقية من حي الصالحين، ولا كهرباء، ولا صرف صحي، ولا حتى مقومات حياة. لا شيء قابلًا للعيش في هذا المكان”.
مطالب الأهالي: حياة كريمة وإنهاء التهميش
يطالب سكان حي الصالحين بإعادة تأهيل الصرف الصحي، وتأمين الكهرباء والمياه، وضبط أسعار الأمبيرات، وترحيل الأنقاض، وإنشاء مراكز صحية ومدارس، وتحسين الأمن في الحي. كما يناشدون السلطات المحلية والدولة الجديدة الالتفات إلى معاناتهم الممتدة منذ سنوات، معتبرين حيّهم “منطقة منكوبة” بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
حاولنا التواصل مع المجلس المحلي في مدينة حلب للتعرّف إلى إمكانية إجراء حلول إسعافية، لكن مصادر مقرّبة من المجلس أكدت لمنصة “سوريا 24” أن العمل جارٍ على تلبية احتياجات السكان، لكن مع الأسف، ضغط الأولويات وضعف الإمكانيات هما ما يحولان دون إيجاد حلول سريعة لتلك المشاكل.