بين لافتات التنزيلات التي تغطي واجهات محلات الألبسة والحلويات في أسواق دير الزور، تتجول العائلات بحثًا عن فسحة عيد، لكنها في الغالب تكتفي بالمشاهدة. فمع اقتراب عيد الفطر، تزداد العروض، لكن القدرة الشرائية تواصل تراجعها.
يقول أحد أهالي المدينة لمنصة سوريا 24: “طقم صغير للعيد صار بـ300 أو 400 ألف! اللي ما عنده ناس بالخارج ما بيقدر يشتري. نحنا عايشين على الراتب، ما بيوصل لنص الشهر”.
بينما تحاول إحدى السيدات ممن التقتهم منصة سوريا 24 في السوق الحفاظ على طقوس العيد قدر المستطاع، وتقول: “عم نجهّز كليجة وحلويات البيت، وجهزنا الألبسة للأطفال. الحمد لله… بس الأسعار نار، وكل شي ضعف”.
وفي الوقت الذي يشكو فيه الأهالي من ضيق الحال، يوضح بعض أصحاب المحلات أسباب انخفاض الأسعار الذي لم يُترجم إلى حركة بيع حقيقية.
يقول أبو محمود، صاحب محل في شارع النهر: “خفضنا الأسعار بعد ما انخفض الدولار وشالت الحواجز اللي كانت تاخد إتاوات. الجاكيت كان بـ300 ألف صار بـ150، البنطال نزل من 200 لـ100… بس الناس ما عم تشتري، الرواتب ما عم توصل، والكل خايف يصرف اللي معه”.
ويضيف أن الحواجز السابقة، خاصة تلك التابعة للفرقة الرابعة قبل سقوط النظام، كانت تُحمّل التجار تكاليف إضافية على كل شحنة، مما انعكس على السعر النهائي للمستهلك.
من جهته، يشير صاحب محل آخر إلى دخول الألبسة المستعملة (البالة) إلى السوق: “الناس عم تشتري البالة لأنها أرخص وبتناسب دخلهم، هذا أثر علينا كتجار. التنزيلات كبيرة بس المبيعات ضعيفة، والوضع هيك بيخسّرنا، خصوصًا نحنا اللي عم ندفع أجارات محلات”.
ورغم محاولات التجار للتأقلم مع التغيرات في السوق، يبقى المواطن في دير الزور حائرًا بين متطلبات العيد وواقع اقتصادي لا يرحم. وبينما تلمع واجهات العيد في الأسواق، لا تزال الجيوب فارغة، والفرحة مؤجلة.