أعلنت مصفاة بانياس، الواقعة في محافظة طرطوس الساحلية السورية، عن استئناف عملياتها التشغيلية بشكل رسمي.
وأجرى وزير الطاقة السيد محمد البشير، اليوم السبت، زيارة إلى شركة مصفاة بانياس للنفط، حيث التقى بالكوادر الفنية والإدارية لمناقشة واقع العمل والصعوبات التشغيلية التي تواجه المنشأة الحيوية.
وجاءت هذه الزيارة بعد استئناف المصفاة نشاطها بتكرير النفط الخام بطاقة إنتاجية تصل إلى نحو 95 ألف برميل يومياً، عقب توقف دام لأكثر من أربعة أشهر بسبب نفاد مخزون النفط الخام، وفق ما أوردته وكالة الأنباء السورية “سانا”.
وعادت مصفاة بانياس إلى العمل بعد أن تمكنت وزارة الطاقة من استيراد نحو 350 ألف طن متري من النفط الخام مؤخراً عبر عقود أبرمتها مع شركات عالمية، حسبما ذكر موقع “الجزيرة نت”.
وكانت المصفاة تعتمد في السابق على واردات النفط الخام الإيراني، التي توقفت نتيجة التغيرات السياسية الأخيرة وسقوط نظام الأسد السابق.
وكانت المصفاة تتلقى ما يقارب مليوني برميل من النفط الخام الإيراني شهرياً قبل توقف الإمدادات.
وخلال جولته التفقدية لأقسام المصفاة، أكد الوزير محمد البشير أهمية هذا المرفق الحيوي في تلبية احتياجات السوق المحلية من المشتقات النفطية.
وأوضح أن العودة إلى العمل جاءت بعد إجراء عمليات صيانة شاملة وإعادة تأهيل البنية التحتية للمصفاة، رغم الصعوبات المرتبطة بالعقوبات الدولية ونقص قطع الغيار، وفق ما نقلت “سانا”.
من جهته، قال مدير مصفاة بانياس، المهندس إبراهيم مسلّم، إن جميع أعمال الصيانة قد اكتملت بنجاح، مشيراً إلى أن المصفاة أصبحت جاهزة تماماً لاستقبال شحنات النفط الخام وبدء عمليات التكرير.
وأضاف أن القدرة الإنتاجية الحالية للمصفاة تبلغ 90 ألف برميل يومياً، مع إمكانية رفعها إلى 100 ألف برميل يومياً خلال الفترة المقبلة، بما يساهم في تلبية الاحتياجات المتزايدة للسوق المحلية.
وأكد مسلّم أن المصفاة ستعمل على توفير الوقود اللازم لتشغيل محطات الكهرباء والقطاعات الصناعية والخدمية، مما يعزز تعافي الاقتصاد المحلي ويخفف من الضغوط الناتجة عن نقص المشتقات النفطية خلال فترة التوقف.
وعلى الرغم من الجهود المبذولة لإعادة تشغيل المصفاة، لا تزال الصعوبات المرتبطة بالعقوبات الدولية تلقي بظلالها على عمل المنشأة.
وأدت العقوبات المفروضة على سوريا إلى تعقيد عملية استيراد النفط الخام وتأمين قطع الغيار اللازمة لصيانة المعدات، في حين أن العودة إلى العمل كانت ممكنة بفضل التعاون مع شركات دولية تمكنت من تجاوز بعض العقبات القانونية المتعلقة بالعقوبات.
وتمثل مصفاة بانياس واحدة من أهم المنشآت النفطية في سوريا، حيث تلعب دوراً رئيسياً في تلبية احتياجات السوق المحلية من المشتقات النفطية مثل البنزين والمازوت والكيروسين، ومع عودتها للعمل، يُتوقع أن تساهم بشكل كبير في تخفيف أزمة الطاقة التي عانت منها البلاد خلال الأشهر الماضية، خاصة في ظل نقص الوقود الذي أثر على مختلف القطاعات الاقتصادية والحياتية.
ومع استئناف العمل وزيادة الطاقة الإنتاجية، يتطلع المسؤولون إلى تعزيز مكانة مصفاة بانياس كواحدة من الركائز الأساسية للاقتصاد السوري، كما يأملون في توسيع نطاق التعاون مع الشركات العالمية لتوفير المواد الخام وقطع الغيار اللازمة، رغم التحديات الجيوسياسية المستمرة.