في خطوة تهدف إلى تعزيز التواصل المباشر مع الأهالي والاستماع إلى احتياجاتهم ومقترحاتهم، أعلن مكتب محافظ اللاذقية، عن بدء استقبال المواطنين في مقر المحافظة.
وسيتم استقبال الأهالي بين الساعة العاشرة صباحًا وحتى الواحدة ظهرًا، في إطار الجهود المبذولة لتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين ومتابعة قضاياهم بشكل مباشر.
وأمس الإثنين، استقبل محمد عثمان، محافظ اللاذقية، المواطنين في مبنى المحافظة، في أول أيام اللقاءات الأسبوعية المباشرة، التي تهدف إلى تعزيز التواصل مع الأهالي، والاستماع إلى احتياجاتهم ومقترحاتهم، بما يساهم في تحسين الواقع الخدمي والمعيشي في المحافظة.
وشهد الأسبوع الأول حضور 130 مراجعاً إلى مبنى المحافظة، توزعت طلباتهم بين 17 حالة ذات طابع أمني، و30 شكوى متنوعة، إضافة إلى 4 حالات قدّمت مبادرات ومقترحات تنموية وخدمية، في حين تركزت باقي الطلبات على احتياجات خدمية تتعلق بالبنية التحتية والواقع المعيشي.
وأكد المحافظ خلال اللقاء أهمية الاستماع المباشر إلى المواطنين، ومتابعة قضاياهم بجدية، والعمل على تذليل العقبات بالتعاون مع المؤسسات المعنية، مشيراً إلى أن هذا اللقاء سيكون مستمراً كل يوم اثنين، كخطوة نحو إدارة أكثر قرباً وتفاعلاً مع أبناء المحافظة.
وأبدى العديد من أهالي اللاذقية ترحيبهم بهذه الخطوة التي تعتبر بداية مرحلة جديدة من التفاعل الإيجابي بين المسؤولين والمواطنين.
شادي العوينة، أحد سكان اللاذقية، أكد في حديث لمنصة سوريا ٢٤، على أن هذا النوع من اللقاءات يتيح الفرصة أمام المواطنين لطرح مشاكلهم الشخصية والمجتمعية بحرية.
وأشار إلى أن هذه الخطوة تمثل تحولاً إيجابياً بعد سنوات طويلة من “الأبواب المغلقة” التي كانت تفصل المسؤولين عن هموم الناس.
وقال العوينة: “بالفعل كان هناك يوم أمس لقاءات عديدة طرحت خلالها العديد من المشاكل، سواء كانت شخصية أو مجتمعية، هذه خطوة جيدة لتكون الحكومة أو المسؤولين أقرب إلى مشاكل الناس وتطلعاتهم، خاصة في هذه المرحلة الجديدة من سوريا، ونسأل الله أن يكون فيها الفائدة، وفي حال طبقت كما هو مخطط لها، فسيكون لذلك أثر إيجابي كبير”.
من جانبه، أوضح محمد الكاشف، مسؤول في قسم الشكاوى في محافظة اللاذقية في حديث لمنصة سوريا ٢٤، أن آلية العمل ستكون واضحة ومنظمة. يمكن للمواطنين تقديم أي شكوى تتعلق بالخدمات العامة، أو القضايا المعيشية، أو الاقتصادية، أو حتى الجوانب القانونية والقضائية.
وذكر الكاشف أن مكتب الشكاوى سيقوم بمتابعة الشكاوى المقدمة بالتنسيق مع الجهات الرسمية المعنية لإيجاد الحلول المناسبة، ومن ثم إبلاغ صاحب الشكوى بالرد النهائي.
وحول المدة الزمنية اللازمة لمعالجة الشكاوى، أشار الكاشف إلى أن ذلك يعتمد على مجموعة من العوامل، بما في ذلك الظروف الأمنية وإمكانية المؤسسات الحكومية والأمور المادية والسياسية، بالإضافة إلى الجانب القضائي، لافتا إلى أن كل هذه العوامل قد تؤثر على سرعة الاستجابة للشكاوى، لكن الهدف الأساسي هو تحقيق العدالة والإنصاف لكل مواطن، حسب تعبيره.
ولاقت هذه الخطوة تفاعلاً إيجابياً كبيراً من قبل المواطنين، الذين أعربوا عن أملهم في أن تكون بداية لعهد جديد من التعاون بين الإدارة المحلية والمواطنين.
وعبّر العديد من الأهالي عن تطلعاتهم بأن تستمر هذه اللقاءات بشكل دوري وأن تتحول إلى تقليد مستدام يعكس اهتمام المسؤولين بحياة الناس واحتياجاتهم اليومية.
وتأتي هذه الخطوة في وقت حساس، حيث تسعى محافظة اللاذقية إلى تحسين الواقع الخدمي والمعيشي في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه البلاد، ومن خلال فتح قنوات مباشرة للتواصل مع المواطنين، يأمل المسؤولون عن الشأن الخدمي والاقتصادي في تحديد الأولويات بدقة والعمل على تنفيذ المشاريع التي تلبي احتياجات الأهالي بشكل أفضل.