أعلنت الأمم المتحدة رسميًا عن إنهاء منصب “المنسق الإنساني الإقليمي المساعد للأزمة السورية”، وذلك اعتبارًا من الثلاثاء 22 نيسان، في خطوة وُصفت بأنها تُجسد بداية مرحلة جديدة في المشهد الإنساني السوري، بعد أكثر من عقد من التدخل الإغاثي الدولي.
وجاء الإعلان على لسان ديفيد كاردن، آخر من شغل هذا المنصب، خلال مؤتمر صحفي من نيويورك، حيث أوضح أن القرار يأتي في ضوء التطورات السياسية التي شهدتها البلاد، وفي مقدّمتها سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول/ ديسمبر الماضي.
وأكد كاردن أن “الأمم المتحدة بدأت العمل على نقل تنسيق المساعدات الإنسانية إلى السلطات المحلية في دمشق، في إطار جهود الانتقال إلى مرحلة التعافي وإعادة الإعمار، بحلول شهر حزيران المقبل”.
وقد أُنشئ هذا المنصب عام 2014 لتنسيق عمليات إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود من تركيا إلى شمال غرب سوريا، في ظل تعقيدات الصراع الداخلي والانقسام السياسي. وخلال عشر سنوات، نُقلت أكثر من 62 ألف شاحنة مساعدات عبر هذا المسار، بحسب الأمم المتحدة.
ورغم الطابع الرمزي لهذا الإجراء، فقد نبّه كاردن إلى أن الأزمة الإنسانية في سوريا لم تنتهِ بعد، مشيرًا إلى أن أكثر من 16 مليون شخص ما زالوا بحاجة إلى الدعم، منهم ما يقارب النصف في شمال البلاد، لا سيما في محافظتي إدلب وحلب.
كما أشار إلى أن عودة النازحين إلى مناطقهم بدأت بوتيرة بطيئة، إذ عاد نحو مليون شخص منذ كانون الأول/ ديسمبر، فيما لا يزال أكثر من سبعة ملايين نازح داخل البلاد.
ودعا كاردن إلى تخفيف العقوبات المفروضة على سوريا وتعزيز الاستثمار في مرحلة إعادة الإعمار، قائلًا: “الناس هنا لا يريدون مساعدات طارئة فحسب، بل يريدون القدرة على بناء مستقبل كريم”.
وختم تصريحه بقوله: “مهمة العامل الإنساني الحقيقية هي أن يصبح دوره غير ضروري. وهذا هو التحدي القادم في سوريا”.