في مدينة فيترول الواقعة جنوبَ فرنسا، شارك أطفال حي “هيرميس” في نشاط تضامني مخصص للتعريف بواقع الحياة اليومية للأطفال السوريين، وذلك ضمن مشروع تربوي يحمل عنوان “أريد أن أتعلم”، نُفّذ بالتعاون مع جمعية “أوكسيجين”، وحركة العمل الكاثوليكي للأطفال (ACE)، وبالشراكة مع جمعية “تضامن مع أطفال سوريا”.
الهدف من النشاط، الذي أُقيم خلال أسبوع التربية على التضامن، هو غرس قيم التعاطف والمسؤولية المجتمعية لدى الأطفال الفرنسيين، وتعريفهم بظروف الحياة الصعبة التي يعيشها أقرانهم السوريين، بعد أكثر من عقد على اندلاع الحرب في سوريا.
التعلّم بالتضامن:
تضمّن النشاط عروضًا مرئية عن سوريا، وألعابًا تعليمية، وأناشيد، إضافةً إلى بازار خيري لبيع كعك وأشغال يدوية من إعداد الأطفال أنفسهم، حيث خُصِّصَ ريع الفعالية لدعم مشاريع تعليمية وترفيهية في سوريا.
ووفق ما أكده المنظمون، فإن التبرعات التي جُمعت ستُخصص لإعادة إدماج الأطفال في المدارس وتنظيم أنشطة ثقافية وترفيهية، بما يتماشى مع المادة 41 من اتفاقية حقوق الطفل التي تنص على حق الطفل في التعليم واللعب والمشاركة الثقافية.
دور جمعية “تضامن مع أطفال سوريا”:
تأسست جمعية “تضامن مع أطفال سوريا” في مدينة فيترول سنة 2012، على يد الناشط السوري الأصل دومينيك يوسف، وهي جمعية إنسانية مستقلة، ركّزت جهودها منذ انطلاقتها على دعم الأطفال المتضررين من الحرب في سوريا، وتحديدًا في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام.
وكانت الجمعية قد استضافت في إحدى فعالياتها الطبيب الجراح السوري الدكتور صديق، المقيم في فرنسا وأحد مؤسسي منظمة Syria Charity، وذلك في أمسية تزامنت مع هجمات باريس 2015، ما أكسب الحدث رمزية قوية ربطت بين التضامن الإنساني ورفض الخوف والتفرقة.
تقول دومينيك يوسف: “كل هذه الفعاليات مكنتنا من جمع أموال تُرسل إلى الداخل السوري، بعيدًا عن الأطر الرسمية أو السياسية، وتهدف بالدرجة الأولى إلى تقديم شيء ملموس لأطفال حُرموا من أبسط حقوقهم، كالتعليم واللعب”.
رسالة تتجاوز الحدود:
في ختام النشاط، صوّت الأطفال المشاركون (تتراوح أعمارهم بين 6 و15 عامًا) على تبنّي شعار جديد للجمعية: “قلوب متصلة، كلنا مترابطون”، تعبيرًا عن التزامهم بقيم التعاون الإنساني رغم صغر سنهم.
هذا النشاط لم يكن الأول من نوعه، لكنه يأتي في وقت تتراجع فيه التغطية الإعلامية الدولية حول الوضع السوري، ويؤكد أن التضامن مع الشعب السوري لا يزال حيًا، حتى بين أصغر أفراد المجتمعات الأوروبية.
