في وقت تتزايد فيه التحديات أمام الطلاب السوريين، من ضعف البنية التحتية إلى استمرار العقوبات، بدأت تلوح في الأفق فرصة جديدة للتفوق والتميّز. هذه الفرصة ليست من خلال دروس خصوصية أو معاهد باهظة الثمن، بل عبر أدوات بسيطة وذكية… بعضها مجاني، وبعضها مفتوح المصدر، ويمكن الوصول إليها من الهاتف أو الحاسوب. نعم، إنها أدوات الذكاء الاصطناعي، التي تحوّلت إلى وسيلة مساعدة للدراسة وفهم الدروس، وحتى تطوير المهارات الشخصية.
مساعدة في الفهم والمذاكرة
بعض التطبيقات أصبحت اليوم جزءًا من حياة الطلاب، مثل Photomath الذي يحل المسائل الرياضية ويوضح خطواتها، وSocratic التابع لشركة Google، الذي يشرح المفاهيم الدراسية بطريقة مبسطة. هذه الأدوات لا تحتاج إلى مدرّس أو حتى كتاب، بل فقط إلى اتصال بالإنترنت وهاتف ذكي.
بدائل فعالة رغم الحجب والعقوبات
نظرًا لاستمرار بعض العقوبات التقنية، يُحرم كثير من الطلاب من الوصول المباشر إلى أدوات شهيرة مثل ChatGPT وGemini. لكن هذا لم يكن عائقًا، إذ لجأ كثيرون إلى بدائل قوية أثبتت كفاءتها:
• DeepSeek وSparkDesk: منصات متوفرة من مطورين آسيويين، تقدّم إجابات دقيقة، وتدعم اللغة العربية.
• Poe وYou.com: تجمع بين عدة روبوتات ذكاء صناعي في واجهة واحدة سهلة الاستخدام.
• NLLB Translate من Meta: أداة ترجمة دقيقة تدعم العربية وتساعد الطلاب في فهم النصوص الأجنبية.
• Salma AI: مشروع عربي يساعد في تحسين الكتابة وصياغة الجمل بطريقة احترافية.
هل يمكن استخدام ChatGPT وGemini في سوريا؟
رغم أن منصات الذكاء الصناعي مثل ChatGPT من OpenAI وGemini من Google غير متاحة رسميًا في سوريا بسبب العقوبات، إلا أن العديد من الطلاب أصبحوا يستخدمونها عبر تطبيقات VPN (الشبكات الافتراضية الخاصة) التي تتيح لهم تغيير موقع الاتصال الجغرافي وتجاوز الحظر.
باستخدام VPN موثوق، يمكن للطالب إنشاء حساب واستخدام هذه الأدوات بشكل طبيعي، سواء لكتابة نصوص، تلخيص دروس، أو تحسين مستوى اللغة. ولكن من المهم الانتباه إلى نقطتين أساسيتين:
1. الخصوصية والأمان: يجب استخدام VPN آمن وموثوق لتجنب تسريب البيانات أو الوقوع في برامج ضارة.
2. الشروط القانونية: تجاوز الحظر باستخدام VPN قد يخالف شروط الخدمة الخاصة بالشركات مثل Google أو OpenAI، وقد يؤدي أحيانًا إلى تعليق الحسابات.
لذلك، يُنصح باستخدام هذه الأدوات بحذر، وعدم الاعتماد الكامل عليها، بل استخدامها كوسيلة مساعدة إلى جانب التعلم الذاتي والمصادر الأخرى.
كتابة الوظائف بطريقة أسهل
يواجه طلاب كُثر صعوبات في إعداد وظائفهم المدرسية، خاصة في ظل غياب مصادر التعلم. وهنا، تقدم أدوات الذكاء الاصطناعي دعمًا حقيقيًا: اقتراح أفكار، ترتيب المحاور، وحتى إعادة صياغة الجمل بشكل أوضح. المهم أن تبقى هذه الأدوات وسيلة للتعلّم، لا بديلاً عن الجهد الشخصي.
تحسين اللغة؟ الأمر أصبح أسهل
كثير من الطلاب يحاولون تطوير لغتهم الإنجليزية أو الفرنسية. وبفضل برامج مثل Grammarly أو Reverso، بات بإمكانهم التدرب على الكتابة الصحيحة، وتصحيح الأخطاء اللغوية، بل وحتى تعلم المفردات الجديدة بأسلوب تفاعلي.
الواقع ليس سهلاً، لكن الأمل موجود
لا يمكن إنكار التحديات: انقطاعات الكهرباء، ضعف الإنترنت، غياب الأجهزة في بعض المناطق. ومع ذلك، أثبت الشباب السوري أنهم قادرون على التأقلم، واستخدام كل ما هو متاح لتطوير أنفسهم. وأدوات الذكاء الاصطناعي اليوم تمثل جزءًا من هذه المحاولات الذكية للخروج من الأزمات بأقل التكاليف وأعلى الفوائد.
وفي الختام، نوجّه دعوة صادقة إلى وزارة التربية والتعليم العالي ووزارة الاتصالات والتقانة في سوريا، للنظر بجدية إلى هذا التحول الرقمي المتسارع عالميًا. إن توفير البنية التحتية المناسبة، وإدماج الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية من خلال برامج تدريب وتثقيف رقمية، سيمنح الطلاب السوريين فرصة حقيقية لمواكبة العالم.
وفي هذا السياق، جاءت إشارة لافتة من وزير الاتصالات عبد السلام هيكل في أول يوم لإعلان الحكومة الجديدة، حين قال ضاحكًا قبل بدء كلمته: “لقد طلبت من جي بي تي اختصار الكلمة للنصف”، جملة تحمل دلالة واضحة على بداية عهد جديد أكثر انفتاحًا على أدوات العصر، وتعكس استعدادًا حكوميًا لتبنّي الذكاء الاصطناعي في العمل العام، فكيف لا يكون ذلك متاحًا أيضًا لطلابنا داخل الصفوف الدراسية؟
تم كتابة هذا المقال : غرفة تحرير سوريا24 بمساعدةChatGPT