“منورة يا حلب” مبادرة لإنارة شوارع المدينة بشراكة محلية دولية

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

في إطار الجهود الرامية إلى إعادة تأهيل البنية التحتية لمدينة حلب بعد سنوات الحرب، أطلقت محافظة حلب، بالتعاون مع الشركة العامة لكهرباء حلب ووحدة دعم الاستقرار وعدد من الشركاء المحليين والدوليين، مبادرة “منورة يا حلب”، التي تهدف إلى إنارة الشوارع والأحياء باستخدام حلول طاقة بديلة تشمل المصابيح الموفرة للطاقة ووحدات الإنارة بالطاقة الشمسية.

المهندس محمد نجومة، المشرف على المبادرة عن وحدة دعم الاستقرار، أوضح في تصريح خاص لمنصة “سوريا 24” أن المشروع يركز على صيانة وإعادة تأهيل وحدات الإنارة بالطاقة الشمسية التي تم تركيبها خلال السنوات الماضية، إضافة إلى استبدال المصابيح التقليدية بأخرى موفرة للطاقة الحديثة. ويأتي هذا التحرك ضمن خطة شاملة لتحسين بيئة المدينة وتعزيز الأمن العام مع تقليل الضغط على شبكة الكهرباء المتضررة.

واقع الشبكة والتحديات

كشف نجومة أن أضرار شبكة الكهرباء في حلب تصل إلى نحو 90%، لا سيما في الأحياء الشرقية والقديمة، حيث تعرضت محطات التحويل والشبكات الأرضية والهوائية لأضرار جسيمة. ورغم المبادرات السابقة التي حاولت التخفيف من وطأة هذه الأضرار، فإن نسبة إنارة الشوارع لم تتجاوز حتى الآن 30% من الاحتياج الفعلي، مما يجعل تنفيذ مشاريع جديدة ضرورة حتمية تتطلب استثمارات ضخمة وجهودًا منظمة ومتواصلة.

أهداف المبادرة

تركز المبادرة على عدة محاور رئيسية، من بينها إنارة المراكز الحيوية والمناطق ذات الكثافة السكانية المرتفعة، تحسين مستوى الأمن والسلامة في الشوارع العامة، تنشيط الحركة التجارية والاجتماعية خلال فترات المساء، ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية من خلال اعتماد مصادر طاقة بديلة، وتعزيز الشراكات مع المجتمع المدني والجهات الأهلية لدعم المشروع وتوسيع نطاقه.

النتائج المنجزة حتى الآن

بحسب المهندس نجومة، تمكنت الفرق الفنية، بالتنسيق مع وحدة دعم الاستقرار، من تنظيف أكثر من 400 وحدة إنارة بالطاقة الشمسية، موزعة في مختلف أحياء حلب الشرقية والقديمة، حيث امتدت الأعمال على طول نحو 20 كيلومترًا من المحاور الحيوية. ومن بين المواقع التي شملتها العمليات طريق الدائري الجنوبي، طريق باب الحديد، محيط قلعة حلب، ومنطقة بستان القصر.

وفي سياق الصيانة، تم تفكيك 255 بطارية شمسية لإجراء عمليات صيانة وفحص شامل لها. وأظهرت النتائج أن 140 بطارية كانت صالحة للإصلاح وإعادة الاستخدام، مما أسهم في إعادة تفعيل وحدات إنارة في محاور رئيسية تمتد من جسر الحج إلى حي الشعار، ومن دوار الحاووظ إلى باب النيرب، وصولاً إلى دوار مخفر الصالحين. في المقابل، تبيّن أن 30 بطارية كانت تالفة بشكل كامل، مع تقدير كلفة استبدال الواحدة منها بحوالي 200 دولار أمريكي.

أما فيما يخص استبدال المصابيح التقليدية، فقد تم حتى الآن تركيب 400 مصباح موفر للطاقة بقدرة 150 واط، ضمن خطة تستهدف تركيب 1000 مصباح في المرحلة الأولى. وشملت أعمال التركيب شوارع مهمة مثل طريق الجامعة، شارع الفرقان، شارع القاهرة، والمناطق المحيطة بمشفى الرازي.

الشركاء والمساهمون

أوضح نجومة أن المبادرة استفادت من شراكات مع عدة جهات محلية، أبرزها جمعية “كفاف” التي تولت أعمال تنظيف الألواح الشمسية، وجمعية “الأيادي البيضاء” التي قدمت دعمًا لوجستيًا تمثل بتوفير الكابلات والرافعات. كما شارك الدفاع المدني السوري ومجلس مدينة حلب والشركة السورية للشبكات بتقديم دعم فني ولوجستي أسهم في تسريع وتيرة العمل.

خطة العمل القادمة

وأشار المهندس نجومة إلى أن العمل لا يزال مستمرًا لاستكمال صيانة الوحدات المتبقية وإجراء تقييم دقيق لاحتياجات المناطق الأخرى، خاصة في الأحياء الشرقية والغربية التي تفتقر إلى إنارة كافية. كما يجري العمل على تجهيز مشاريع إضافية تشمل تركيب نحو 450 وحدة إنارة جديدة بالطاقة الشمسية، بالتعاون مع منظمات دولية تقدم الدعمين المالي والفني اللازمين.

وفي ختام تصريحه لمنصة “سوريا 24”، أكد نجومة أن الجهود الحالية تشكل جزءًا من خطة طويلة الأمد لإعادة تأهيل شبكة الإنارة العامة في حلب بطريقة مستدامة تضمن تقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية، مع رفع مستوى الخدمات المقدمة للسكان وتحسين جودة الحياة في المدينة.

مقالات ذات صلة