استقبل مرفأ طرطوس، أمس الإثنين، أول باخرة محملة بالسيارات منذ سقوط النظام السابق، حاملة على متنها نحو 3200 مركبة.
ويشكل هذا الحدث مؤشراً مهماً على انطلاق مرحلة جديدة من التعافي الاقتصادي في سورية، بعد سنوات من الركود والتحديات التي أثرت على الحركة التجارية والبحرية.
وأكد مازن علوش، مدير العلاقات في الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية في حديث لمنصة سوريا24، أن “وصول أول سفينة محمّلة بالسيارات إلى مرفأ طرطوس منذ سنوات طويلة هو حدث بالغ الأهمية”، مشيراً إلى أنه “يمثل مؤشراً واضحاً على بدء تعافي الحركة التجارية وعودة النشاط الاقتصادي إلى المرافئ السورية”.
وأضاف علوش: “كما يعزز هذا الإنجاز ثقة المستثمرين والتجار بقدرة مرافئنا على استقبال شحنات كبرى وإدارتها بكفاءة عالية، مما يساهم في تحفيز الاقتصاد الوطني ودعم عجلة الإنتاج والاستيراد”.
وحول الإجراءات المتخذة لتنظيم دخول وخروج الشاحنات والمركبات خلال تفريغ الباخرة الذي سيستغرق نحو 12 ساعة، أوضح علوش أن “خطة متكاملة تم وضعها لإدارة عملية التفريغ”، وتتضمن هذه الخطة “توزيع فرق العمل على مدار الساعة، واعتماد نظام أولوية في حركة المركبات لضمان سهولة الدخول والخروج، بالإضافة إلى تفعيل أنظمة إلكترونية لمراقبة وتنظيم العمليات”.
كما أكد على “أهمية التنسيق المباشر مع قسم الأمن والسلامة في المرفأ لضمان انسيابية الحركة ومنع أي ازدحام”، لافتاً إلى أن الجهات المعنية تعمل بشكل متواصل لضمان نجاح العملية بكل جوانبها اللوجستية والأمنية.
وعن وجود خدمات صيانة فورية أو فرق تقنية مخصصة في حال حدوث أعطال أثناء تفريغ السيارات، أجاب علوش بالقول: “نعم، تم تجهيز فرق صيانة متنقلة ومجهزة بالكامل داخل المرفأ، للتدخل السريع في حال حدوث أي أعطال تقنية أثناء تفريغ السيارات، بهدف ضمان سير العمل دون توقف أو تأخير”.
ويُظهر هذا الاستعداد المسبق مدى الجاهزية العالية التي تمتع بها القائمون على إدارة المرفأ، والتي تهدف إلى تلافي أي عراقيل قد تؤدي إلى تعطيل العمل أو تأخيره.
وفيما يتعلق بكيفية ضمان انسيابية العمل في المرفأ مع وصول هذا العدد الكبير من السيارات (3200 سيارة)، أكد مازن علوش أن “تم تخصيص مسارات وساحات منفصلة لكل نوع من أنواع المركبات، مع زيادة عدد نقاط التفتيش والدخول لضمان انسيابية الحركة”.
وتابع قائلاً: “نعمل بتنسيق كامل بين كافة الأقسام في المرفأ لضمان تفريغ الشحنة بسرعة وكفاءة، مع اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لمنع أي ازدحام داخل المرفأ أو في الطرق المؤدية إليه”.
ويعد وصول هذه الباخرة خطوة رمزية واقتصادية مهمة، إذ يعكس تطوراً في البنية التحتية للموانئ السورية وقدرتها على استقبال سفن عملاقة تحمل بضائع استراتيجية، كما يشكل مؤشراً على تحسن البيئة الاقتصادية والاستثمارية في البلاد.
ومن المتوقع أن يكون لهذا الحدث أثر إيجابي كبير على السوق المحلية، سواء من حيث توفير السيارات الجديدة أو دعم قطاع النقل والتجارة الداخلية، بالإضافة إلى تحفيز الاستثمار في مجال الخدمات المرتبطة بالموانئ والتخليص الجمركي.
ويأتي هذا الإنجاز ليؤكد أن سورية، رغم كل الظروف التي مرت بها، ما زالت قادرة على مواجهة التحديات ورسم طريق جديد نحو التنمية والنهوض الاقتصادي.