نفت مصادر من أبناء مدينة تدمر بريف حمص الشرقي، بشكل قاطع، صحة الأنباء المتداولة حول عودة نشاط تنظيم داعش بالقرب من المدينة.
وأكدت المصادر في حديث لمنصة سوريا ٢٤، أن هذه الإشاعات لا أساس لها من الصحة، وتُعد محاولة جديدة لزعزعة الوضع الأمني والاجتماعي في المنطقة.
أخبار غير دقيقة
وأكد خالد بهاء الدين، مدير تنسيقية الثورة السورية في تدمر في حديث لمنصة سوريا ٢٤، أن ما يتم تداوله عن وجود تحركات للتنظيم أو اشتباكات قرب المدينة هو “كلام غير دقيق”، مشيراً إلى أن مصدر الأخبار كان المرصد السوري دون أي أدلة أو مصادر ميدانية تدعم الخبر.
وقال: “لا يوجد أي نشاط لداعش بالقرب من تدمر، والأمر كله مجرد شائعات بدأت بعد نشر المرصد السوري للخبر بدون أي دليل على الأرض، ونحن ضد هذه الشائعات ونحاربها لأنها تساهم في زعزعة الوضع الأمني للأهالي”.
وأضاف: “الوضع الأمني في المدينة جيد نوعاً ما، وقوات الأمن منتشرة بشكل كافٍ لضمان سلامة السكان وممتلكاتهم”.
رفع للجاهزية الأمنية
ونفت مديرية أمن البادية نفت بشكل قاطع وجود أي تواجد عسكري لداعش داخل المدينة أو محيطها، مؤكدة أن انتشار القوات جاء ضمن خطة أمنية شاملة لتأمين الحماية الكاملة للمدنيين ومنع أي اختراق محتمل من خلايا التنظيم النائمة في المناطق الصحراوية.
وتم رفع الجاهزية الأمنية في منطقة البادية بعد عمليات رصد دقيقة لتحركات مسلحة في عمق الصحراء، وإن كانت تلك التحركات بعيدة جداً عن مركز مدينة تدمر ذاتها.
المنطقة آمنة بشكل كامل
بدوره، لفت عبدالله العبد الكريم، المسؤول الإعلامي بالإدارة المدنية بمدينة القريتين في حديث لمنصة سوريا ٢٤، إلى عدم رصد أي تحركات لعناصر التنظيم قرب تدمر، مشدداً على أن المنطقة آمنة بشكل كامل، وأن ما جرى خلال الأيام الماضية كان حالة استنفار عام بسبب رصد تحركات لداعش في عمق البادية، تم التعامل معها بسرعة وإيقافها قبل أن تصل إلى المناطق المأهولة.
وحثّت تنسيقية الثورة السورية في تدمر المواطنين على عدم الانجرار وراء الأخبار الكاذبة التي تبثها بعض الصفحات التابعة لفلول النظام السابق وعملائه، والتي تسعى لإعادة بث الشائعات بهدف إيجاد حالة من البلبلة بين الأهالي.
ودعت التنسيقية الجميع إلى التواصل مباشرة مع أقاربهم وأصدقائهم في المدينة لاستيضاح الحقيقة، مشيرة إلى أن الحياة الطبيعية تسير بشكل مستقر، وأن التعليم والصحة والمصالح اليومية قائمة دون تعطيل.
آمال بإنعاش القطاع السياحي
وتُعتبر مدينة تدمر واحدة من أهم المواقع الأثرية والسياحية في سوريا والعالم، حيث تحتضن آثاراً يونانية رومانية فريدة من نوعها، وتاريخاً عمره آلاف السنين، حيث يعوِّل أهل المدينة كثيراً على إعادة إحياء القطاع السياحي لدفع عجلة الاقتصاد المحلي والوطني معاً.
ويأمل السكان أن تعود السياحة إلى سابق عهدها لخلق فرص عمل، وتحسين الظروف المعيشية، واستعادة الحياة الطبيعية التي ارتبطت عبر التاريخ بسكون تدمر وجمالها.
وفي سياق متصل، زار يوم أمس الإثنين، وفد من الأمم المتحدة مدينة تدمر بهدف تقييم الوضع الإنساني والبنية التحتية فيها. وقد ضم الوفد ممثلين عن إحدى المنظمات التابعة للأمم المتحدة، والتقت باللجنة المدنية في المدينة وبعض موظفي المؤسسات الحكومية.
وتجول الوفد في عدد من مرافق المدينة، منها مشفى تدمر، والمنطقة الأثرية، بالإضافة إلى زيارة بعض الأحياء السكنية، حيث استمعوا لاحتياجات المواطنين من النواحي التعليمية والصحية واللوجستية.
وهدفت الزيارة إلى وضع خطة واضحة لتقديم الدعم الدولي اللازم للمدينة وسكانها، في ظل الظروف الاقتصادية والخدمية الصعبة التي تشهدها العديد من المناطق السورية.
وتشهد مدينة تدمر حالة من الاستقرار الأمني النسبي، رغم محاولات التشويه المستمرة من بعض الجهات التي تسعى لنشر الإشاعات.