أيُ مصيرٍ ينتظرُ درعا والقنيطرة؟؟
هو أكثر ما يجول في ذهن السوريين اليوم، لا سيما وأن جبهة درعا خصوصاً بمعظم فصائلها باتت تجسد التمثيل الأخير للثورة السورية بعد دخول القوات الروسية وقوات النظام إلى الكثير من مناطق المعارضة وآخرها الغوطة الشرقية.
عملياً مستقبل هذه المنطقة محكوم بسلسلة من الأمور، أهمها أن الولايات المتحدة لن تسمح بدخول أي جندي إيراني إليها، بسبب قربها من الحدود مع إسرائيل، في حين أن موسكو تدرك تماماً إستحالة السيطرة عليها بالقوة العسكرية وحدها دون وجود تسوية مع الأمريكان تمهد لهذه السيطرة، وتباركها بما يخدم مصالح موسكو وأهداف واشنطن.
عملياً مستقبل هذه المنطقة محكوم بسلسلة من الأمور، أهمها أن الولايات المتحدة لن تسمح بدخول أي جندي إيراني إليها، بسبب قربها من الحدود مع إسرائيل، في حين أن موسكو تدرك تماماً إستحالة السيطرة عليها بالقوة العسكرية وحدها دون وجود تسوية مع الأمريكان تمهد لهذه السيطرة، وتباركها بما يخدم مصالح موسكو وأهداف واشنطن.
أما العامل الأهم في رسم مستقبل هذه المنطقة يرتبط بشكل وثيق في التقارب الكبير بين مصالح أمريكا وإسرائيل وروسيا بسيطرة الأخيرة عليها، وهذا مرده لأمرين أولهما أن روسيا متعهدة تماماً بحماية أمن اسرائيل منذ دخولها المباشر إلى سوريا قبل عامين، وهو ما جاء خلال زيارات بوتن لتل أبيب في تلك الآونة، أما الأمر الثاني يرتبط بأن روسيا ستكون مستعدة تماماً للتخلي عن الدور الإيراني في سوريا وقتها؛ على اعتبار أن العاصمة دمشق والمناطق الحيوية التي تمثل المصالح الروسية باتت مؤمنة بالكامل، بما يحول الوجود الإيراني إلى مصدر قلق وإزعاج للروس، الأمر الذي يمهد إلى انتقال موسكو لمعسكر الراغبين والمطالبين برحيل ميليشيات إيران كبداية لطرح الحل النهائي وشكله.
هذه التشابكات والمعطيات رغم تعقيدها إلا أنها تكشف عن أن المنطقة الجنوبية ستكون على موعد مع تسوية ما في المستقبل القريب تساهم في وضعها تحت السيطرة الروسية، خاصةً في ظل الثقة الاسرائيلية الكاملة ببوتين وحكومته، وغالباً ما سيتم إنهاء المشهد إما دون عمليات قتالية وبموجب مصالحة، أو ضمن عمليات محدودة تستخدم فيها موسكو قوة عسكرية مضاعفة تبرر فرض التسوية المتفق عليها سلفاً.
أما عن موقف فصائل الجبهة المعارضة، فللاسف الواقع يقول بأنها لا تمتلك الكثير من الخيارات فيما لو قررت واشنطن الدخول في تسوية مع موسكو، وستكون أمام خيارين، إما قبول التسوية أو مواجهة قاتلة مع القوة الروسية، فالجميع يعلم أن هذه المنطقة من البلاد تحكم بتوجيهات مباشرة من غرفة عمليات الموك.
صحيح من الصعب التنبؤ بشكل التسوية المفترضة في درعا والقنيطرة خاصةً فيما يتعلق بمستقبل الفصائل، إلا أنه يمكن وضع التخمينات حيال ذلك، في أن تندمج هذه الفصائل في قوات مشتركة مع النظام، “رغم صعوبة هذا الافتراض وضعفه إلا أن يبقى قائما”، أو إلقاء السلاح مقابل مصالحات برعاية روسية تضمن حياتهم وأموالهم وسلامتهم، مع استبعاد تام لنظرية التهجير التي اتبعت مع مقاتلي الغوطة وحلب وداريا وغيرها.
باختصار، ما يمكن قوله بأن هذه المنطقة ستكون على موعد مع تسوية ما يجري التحضير لها حالياً بين الولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل، تسوية ستجبر الفصائل هناك على قبولها أياً كان شكلها، فمن الواضح أنه لم يعد هناك مكاناً للقتال في سوريا، خاصةً وأن ما ستشهده الجبهة الجنوبية في المستقبل القريب سيكون جزءاً من خطوات الحل السوري والتمهيد له على الأرض، ما يعني صعوبة بقاء الوضع الراهن لهذا المنطقة على حاله، تسوية من المؤكد أنها لن تستثني إيران من جدول الخاسرين إن لم تكن آخر مسامير نعش بقاء ميليشياتها المنتشرة في سوريا.