أطلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي حملة جديدة حملت اسم “نازح وليس سائح”، انتقدوا من خلالها استغلال النازحين الفارين من المعارك والقصف، وطلب مبالغ كبيرة مقابل تأجير المنازل، رغم سوء وضع النازحين الذين ليس لديهم القدرة على دفع مبالغ مالية كبيرة، وهو ما دفع الكثير منهم لنصب خيم في العراء، أو الإقامة في المخيمات العشوائية.
وطالب الناشطون المشاركون في الحملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مالكو البيوت في مختلف المناطق الآمنة في محافظة ادلب، بالتعاطف مع النازحين، وتخفيض إيجارات المنازل.
وقال “عقبة باريش” أحد المشاركين في الحملة متحدثاً لـ SY24: إن “الهدف من الحملة تخفيف الضغط على النازحين الذين نزحوا من سراقب وغيرها من المناطق التي تتعرض للقصف باتجاه المناطق الآمنة، حيث ارتفعت أجور البيوت بشكل كبير وغير مبرر، ولجأ بعض ضعاف النفوس إلى طلب تأمين وكومسيون، إضافةً إلى اشتراط البعض الآخر دفع أجرة المنزل بالدولار حصراً ولعدة أشهر سلفاً”.
وتزامن إطلاق الحملة مع تزايد أعداد النازحين القادمين من ريفي حماة وإدلب، وخاصةً من مدينة سراقب، التي تتعرض لحملة قصف عنيف من طيران النظام وروسيا، ما تسبب بنزوح 2932 عائلة عن المدينة وفق إحصائيات المجلس المحلي في سراقب، واضطر الكثير منهم للإقامة في العراء.
وقالت فاطمة إحدى المشاركات في الحملة لـ SY24: “لجأ بعض الأشخاص إلى رفع أسعار إيجارات المنازل، مستغلين تزايد الطلب عليها وحاجة النازحين للإقامة فيها، خاصةً في ظل البرد الشديد”.
وأضافت فاطمة أن “إيجارات البيوت تراوحت ما بين 100-150 دولاراً، ولا سيما في إدلب ومعرة مصرين وجسر الشغور، في حين ترتفع إيجارات البيوت كلما كانت قريبة من الحدود التركية، وخاصةً في ريف إدلب الشمالي، حيث تصل إيجارات البيوت في بلدات سرمدا والدانا وأطمة، ما بين 200-250 دولار، وهو مبلغ كبير جداً، وليس للنازحين القدرة على دفعه”.
ولاقت الحملة رواجًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتداول ناشطون صوراً تظهر معاناة النازحين في العراء، ودعوا السكان إلى عدم استغلال حاجة النازحين إلى مأوى.
وكتب أحد الناشطين في صفحته على فيسبوك قائلاً: “200 دولار آجار بيت في إدلب، عليّ الحلال فتحنا بيوتنا في سراقب وببلاش لكل الناس، حسبنا الله ونعم الوكيل، لا وبشرط ست أشخاص ولشهرين سلف و50 دولار تأمين و25 ألف ليرة للسمسار”.
وقال أبو محمد بكور من نازحي سراقب لـ SY24: “ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء”، مضيفاً “تفاجأت حين نزحت مع عائلتي إلى منطقة سرمدا أن أجار البيت بلغ 200 دولار، أي حوالي 90 ألف ليرة، فكيف لعائلة نزحت بثيابها فقط أن تدفع هذا المبلغ عدا الكومسيون والتأمين، لذلك نصبت خيمة ضمن أرض زراعية وأقمت فيها مع عائلتي وسط البرد الشديد”.
ولم يقتصر الأمر على ارتفاع إيجارات المنازل، بل ترافقت موجة النزوح الكبيرة، مع ارتفاع في أسعار المواد الغذائية والمحروقات، ما ساهم في زيادة مأساة النازحين.