يعاني مرضى “غسيل الكلية” في مشفى الجامعة بحلب من ظروف أقل ما يمكن وصفها بأنها غير صحية وغير إنسانية، حيث بدأت القصة عندما قرر المسؤولون في المستشفى نقل القسم الأكبر من المرضى، من القسم المخصص لعلاجهم إلى مكان آخر في المستشفى هو أشبه بالممر!
وبحسب صفحة “هاشتاغ سيريا” المحلية نقلاً عن أحد المرضى قوله: “بجرة قلم جرونا إلى خارج القسم المخصص لجلسات غسيل الكلية، بحجة حمايتنا وإبعادنا عن جزء من مرضى غسيل الكلية المصابين بالفيروس سي المُعدي، ولكن لنجد أنفسنا في مكان لا يشبه المستشفيات، هو عبارة عن “كريدور” يفتقد لأدنى الشروط الصحية (ازدحام وفوضى وقلة نظافة)”.
ويضيف المصدر نقلاً عن المريض: “يتواجد في المكان المذكور نحو عشرين مريضاً في الجلسة الواحدة مع مرافقيهم، إضافة إلى الأطباء المتدربين وثمان ممرضات وخمسة مستخدمين، وفوق كل ذلك “عابرو سبيل” ممن اختاروا المرور من القسم المفتوح أمام دخول من يرغب باختصار طريقه إلى خارج البناء الرئيسي للمستشفى”.
تقول إحدى المريضات: “لك أن تتخيل كيف سيكون شعورك وأنت تخضع لجلسة غسيل كلية بكل ما فيها من معاناة وألم، ولمدة ثلاث أو أربع ساعات، بينما يحيط بك العشرات من المرضى والموظفين والعابرين، مؤكدةً “نحن نفتقد لأدنى درجات الخصوصية والراحة النفسية”.
ويضيف مريض آخر: “عندما قدمنا احتجاجاً على نقلنا وطالبنا بإعادتنا إلى القسم السابق أو مكان آخر يحترم إنسانيتنا وكرامتنا تم التعامل معنا من قبل المسؤولين عن قسم غسيل الكلية بشكل سيء وكأننا “شحاذون” أو نعمل بالسخرة عند إدارة المشفى، قالوا لنا بأنه يكفي بأننا نتلقى علاجاً مجانياً وكأنهم هم من يدفعون أجور علاجنا، حتى أن أحدهم صرخ قائلاً لإحدى المريضات عند رجائها إعادتنا إلى القسم المخصص لغسيل الكلية “هادا مو مشفى أبوكي”.
ويضيف آخر بحسب المصدر ذاته: “نشعر وكأننا في سوق هال ولسنا في مستشفى حكومي هدفه الأساسي خدمة المواطنين، وليس إهانتهم وتذكيرهم في كل لحظة بأن إدارة المشفى تتكرم عليهم بعلاجهم”.
أما فيما يخص غياب النظافة فربطها الاختصاصي في غسيل الكلية، بالازدحام والأعداد الكبيرة من المراجعين، معتبراً أن كل المستشفيات الحكومية تعاني من نفس الموضوع وعلى حد تعبيره “كل مشافي الدولة فيها صراصير”.