ذكرت الأمم المتحدة أن معاناة المدنيين السوريين تفاقمت منذ أن دعت الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار قبل أسبوع، وذلك في مبادرة إنسانية سرعان ما أعاقتها حملة قصف أشد كثافة.
وعبّر علي الزعتري الممثل المقيم لأنشطة الأمم المتحدة في سورية ومنسق الشؤون الإنسانية يوم أمس، عن أسفه لعدم تحقيق الهدنة الإنسانية التي دعت لها الأمم المتحدة، وقال إن “دعوتنا إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية لنتمكن من إيصال المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين، بما في ذلك إجلاء الجرحى والمرضى ذوي الحالات الحرجة بقيت بلا مجيب”.
وأضاف الزعتري في بيانٍ له إن هناك تقارير عن “سقوط مئات الضحايا المدنيين بين قتيل وجريح، ونزوح كبير للسكان وتدمير للبنية التحتية المدنية بما فيها المرافق الطبية”.
وناشد الزعتري الجميع لوقف القصف على المدنيين، قائلاً: “أما آن لهذه المعاناة أن تنتهي”، داعياً إلى الإصغاء إلى “مناشدتنا ومناشدة المتضررين”.
ووصف المسؤول الدولي التطورات الأخيرة بأنها “إحدى أسوأ الفترات” منذ إندلاع الثورة السورية في آذار عام 2011، حيث سقط مئات الآلاف من الضحايا، ونزوح ملايين آخرين عن ديارهم.
ومن جهته قالت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية إن “التصعيد العسكري في كل أنحاء سورية ومنها الأحداث التي جرت على الحدود الإسرائيلية خلال نهاية الأسبوع تثير القلق بشدة ومن الممكن حقاً أن تؤدي إلى تداعيات خطيرة”.
وكان الأمير زيد بن رعد الحسين مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان قد صرح يوم السبت أن الغارات الجوية للنظام وروسيا على إدلب والغوطة الشرقية، أسفرت عن مقتل 230 مدنياً خلال الأسبوع الماضي في أحداث قد تصل إلى حد جرائم الحرب.
وسبق للأمم المتحدة أن دعت يوم السادس من شباط لوقف فوري لإطلاق النار في أنحاء سورية لمدة شهر على الأقل لاعتبارات إنسانية، وقالت إليزابيث هوف ممثلة منظمة الصحة العالمية في سورية إن أكثر من 700 مريض في جيب الغوطة الشرقية المحاصر بدمشق ينتظرون الإجلاء الطبي.