بعد سيطرة النظام السوري وحليفه الروسي على محافظة درعا، بدأ جيش النظام والميليشيات “الشيعية” تتغلغل داخل المدن والبلدان التي انضم أبنائها للتسوية مجبرين، نتيجة الضغط النفسي الذي تعرض له الأهالي خلال الهجوم على المحافظة.
التسويات والورقة التي من شأنها أن تعيد من حمل السلاح في وجه النظام السوري كأنه لم يحمله أبداً، إضافةً للترحيب الكبير بكل من سلم سلاحه ومن يرغب بالقتال في صفوف قوات النظام، كل ما ذكر لم يدم طويلاً وسرعان ما تبدلت أساليب الأفرع الأمنية بعد السيطرة المطلقة على المحافظة، وانتزاع السلاح من أيدي المقاتلين الذين باتوا هدفاً لحملات الاعتقال التي ينفذها النظام في درعا.
المقاومة الشعبية هل هي حقيقية أم مصيدة:
انتهاكات النظام وتراجعه عن وعوده للمعارضة، والبدء باستدعاء معظم من قاموا بتسوية أوضاعهم للتحقيق، ومنهم من ذهب ولم يعد، كل ما سبق أكد مرة جديدة على أن النظام لا عهد له، ولا مواثيق تكتب داخل السجون التي قُتل فيها آلاف الأبرياء.
عمليات عسكرية خاطفة استهدفت قوات النظام في معظم مدن وبلدات درعا، أسفرت عن مقتل عشرات العناصر والضباط، كما تمكن الثوار من استهداف إحدى السيارات التي كانت تحمل قوات شيعية شمالي درعا مع تحفظ النظام على إشاعة مثل تلك الأخبار، جميع العمليات العسكرية التي هزت النظام في درعا لم يدرجها أصحابها تحت أي مسمى، وهو ما يثير الريبة في من يقف وراء اسم “المقاومة الشعبية”، فهل تكون شماعة لاستدراج من تبقى من الثوار للقضاء عليهم.؟
من خلال متابعة الأوضاع الجارية في درعا والتشديد الأمني الكبير، وتقييد حركة السكان خصوصاً بعد المماطلة من قبل لجان التسوية منح المتقدمين لها بطاقة التسوية الخاصة بهم والتي من شأنها أن تخولهم التنقل بها، لا يريد النظام لمن كان له خلفية ثورية بالخروج من مكان إقامته لحين انتهاء التسوية وحصر تحركاتهم ومراقبتها.
وتمكنا من التواصل مع أحد العسكريين في درعا، الذي قال: “لا وجود فعلي للمقاومة الشعبية التي باتت حديث، كما لو كانت فصيل مشابه للفصائل سابقاً”.
وأضاف: “لا ندري من يقف وراء ذلك الاسم، كما لا يمكن لها أن تكون معلنة وظاهرة، نعم هناك عمليات ضد التجاوزات التي ترتكبها أفرع النظام، وغالباً ما يكون الاستهداف ضد المجموعات التي لا تحمل الصفة العسكرية (ميليشيات غالباً)”.
كما أشار إلى أن “أعداد كبيرة من الشبان الرافضين لانقلاب النظام عليهم في فخ التسوية قد تنفجر في أي لحظة، لا سيما بعد خداعهم وسحبهم واحداً تلو الآخر للتحقيق معهم واعتقالهم”.
وأوضح المصدر أنه “لا حاجة للمسميات بعد ذلك في مقاومة أو مجابهة، فالهدف واضح ولا حاجة لمن أراد قتالهم للتوجيه، والبحث عن الحركة المعلنة (المقاومة) ومن يديرها سيكون كافي في كشف تحركات من يرغب بالالتحاق وقد يصبح المصيدة التي من شأنها إعانة النظام في كشف الدائرين في فلك الثوار”.