في خطوة هي الأولى من نوعها عالمياً، قررت الحكومة الائتلافية الجديدة في لوكسمبورغ إلغاء تذاكر وسائل النقل العام، ما يجعل التنقل مجانياً، في وقت ما تزال بعض الدول الأوروبية تعاني من ارتفاع ثمن تذاكر المواصلات.
يشتكي المسافرون غالباً في البلدان الأوروبية من ارتفاع تكلفة المواصلات في المدن وبينها. وفي حين تمت الموافقة على زيادة ثمن تذاكر الحافلات والقطارات في بعض الدول الأوروبية في عام 2019، من المقرر أن تلغي دوقية لوكسمبورغ الكبرى، إحدى أصغر الدول الأوروبية مساحة وسكاناً، تحصيل الأسعار من كافة وسائل النقل العام، بحسب الوعد الذي قطعته الحكومة الائتلافية الجديدة في البلاد، لتكون بذلك أول بلد في العالم يقوم بمثل هذه الخطوة.
وحتى في الوقت الحالي، لا تعد كلفة النقل العام في لوكسمبورغ مرتفعة، حيث يبلغ ثمن التذكرة لرحلة مدتها ساعتين 2 يورو فقط، ونظراً لصغر مساحة البلد، قد تغطي هذه التكلفة أي رحلة، في حين يبلغ ثمن تذكرة القطار في الدرجة الأولى 3 يورو و 4 يورو ليوم كامل.
كما يسافر كبار السن الذين تجاوزت أعمارهم الـ60 عاماً والأطفال بالمجان، بالإضافة إلى عروض سنوية أخرى منخفضة التكاليف جداً. ومن المقرر إلغاء التذاكر كلياً اعتباراً من صيف 2019، بحسب ما نشره موقع صحيفة الإندبندنت البريطانية.
وتأمل حكومة لوكسمبورغ من خلال هذه الخطوة أن تشجع سائقي السيارات على ترك سيارتهم وأخذ وسائل النقل العامة، بهدف حل مشكلة الازدحام المروري في البلد وخصوصاً حول مدينة لوكسمبورغ العاصمة.
هذا وقامت بعض المدن في أنحاء العالم بتوفير وسائل نقل عام مجانية للتخفيف من وطأة الازدحام، كبعض الولايات الأميركية التي توفر نظام حافلات مجاني، إلا أن الدوقية الكبرى هي الدولة الأولى التي تقوم بإلغاء الرسوم كلياً من البلد. ولعل نجاح هذا الإجراء قد يلهم الدول المجاورة لاتخاذ إجراءات مشابهة. بحسب ما ذكرت الإندبندنت.
من جهة أخرى، عبّر بعض الأشخاص عن عدم اقتناعهم بالفكرة، فقد تؤثر هذه الخطوة على جودة وراحة وسائل النقل التي قد تكتظ بالمسافرين. إضافة إلى ذلك، فإن المشردين قد يتخذون من القطارات ملاذاً لهم في ليل الشتاء القارس كي يناموا وينعموا بالدفء عوضاً عن الاستلقاء على أرصفة الشوارع والمحطات.