نشرت صحيفة بريطانية تقريراً يتحدث عن حياة نحو 50 ألف لاجئ سوري في كندا، وصلوا إليها خلال السنوات الماضية، وكيفية تأقلمهم مع الظروف الجوية القاسية.
وبحسب ما ترجم موقع “عكس السير” عن صحيفة “غارديان” البريطانية التي روت قصة لاجئ سوري يدعى زياد عمار، فعندما وصل زياد إلى كندا، لم تكن حالته هي الحالة الأفضل لمواجهة شتاء كندا، قال زياد وهو يضحك: “اشتريت كل شيء قد أحتاج إليه مدة شهر، ولم أغادر البيت قط”.
وصل عمار، إلى مدينة مونتريال الكندية في خريف عام 2014. وبالنظر إلى نشأته في مدينة اللاذقية السورية الساحلية المطلة على مياه البحر الأبيض المتوسط المتلألئة، فإنه لم ير في حياته شتاءً قاسياً كهذا، وبالتأكيد لم يشهد حتى أي شيء قريب من الغطاء الجليدي الذي يكسو وطنه الجديد في أغلب الأحيان.
وبعد أن اضطر إلى اعتياد الجو الكندي البارد، سرعان ما أخذ في تطوير مهارته في الطهي، وإعداد وجباتٍ سورية بعد عمله، وهو الآن يطبخ وجبة الكبة اللبنية بانتظام، إلى جانب مأكولات وحلويات أخرى.
وقال عمار الذي لُمَّ شمله مع زوجته مرة أخرى في مونتريال: “الجلوس حول طاولة الطعام مع الأسرة كفيل ليشعرك بالدفء، هنا، يمكنك أن تشعر بالدفء ذاته بسبب الذكريات”.
وبالإضافة إلى تحديات الاندماج المعتادة مثل إيجاد وظيفة، ومكان للإقامة واكتساب لغة جديدة، اتضح أن التأقلم على الشتاء الكندي مهمة شاقة.
فمن المتوقع أن تنخفض درجات الحرارة في مونتريال في نهاية هذا الأسبوع لتصل إلى 20 درجة مئوية تحت الصفر، مع هبوب رياح جليدية من حين لآخر، لدرجة أنَّ المدينة أطلقت جهوداً لإزالة جزء من الثلوج صباح يوم الجمعة 4 كانون الثاني، لكن درجات الحرارة القارسة صعبت مهمة إزالة الثلوج على عمال البلدية.
ولدى السوريين في كندا حكايات لا تعد ولا تحصى عن أول شتاء لهم في كندا، وعن الأسابيع المتواصلة التي قضوها في المنزل دون خروج، وعن المرات الأولى القليلة التي انزلقوا فيها على الجليد وكسروا أحد أطرافهم، وعن المرات التي أخطأوا فيها في حساب المدة التي يجب عليهم انتظار الحافلة فيها في درجة حرارة 20 تحت الصفر، وعن تسوقهم لشراء معاطف الشتاء الثقيلة والأحذية، أو عندما غسلوا أيديهم بالماء الساخن بعد عودتهم من السير في هذا الطقس الجليدي.
وبالنسبة للكثير من القادمين حديثاً، قد تدفعهم صدمتهم من الأمر كله إلى البقاء داخل المنزل.
إذ قالت جولنار الحسيني ماكورميك، وهي سمسارة عقارية تتطوع للترجمة من أجل القادمين حديثاً من اللاجئين في الإدارات الحكومية، وتعود أصولها إلى مدينة حمص السورية: “إذا كان هناك ندفة ضئيلة من الثلج، لا يأتون”.
وأضافت ضاحكة: “ثم أتصل بهم على الهاتف فيقولون: الجو بارد.. أتذكر أن إحداهن طلبت مني تأجيل الموعد حتى شهر آذار، فأخبرتها أنه يوجد جليد في آذار أيضاً”.
وأضافت: “إنهم يسألوننا هل نُبقي الأطفال بالمنزل عند هطول الثلج، فأخبرناهم بأنهم لا يمكنهم الإبقاء على أطفالهم داخل المنزل طوال 6 أشهر”.
صفحات موالية للنظام تناقلت الخبر من زاوية تتحدث عن الحياة الصعبة في “كندا” وتجاهلت مقابلة الشاب السوري الذي يتحدث فيها عن تجربة اعتقاله في سجون النظام السوري.
وكتبت الحسيني على صفحتها الشخصية: ” فظيعين المنحبكجية، في مقال كتبه صديق صحفي بال the guardian عن تجربة اللاجئين مع برد كندا. المقال لطيف جدا و تكلم عن تجربة اللاجئين السوريين في تحمل برد كندا”.
وأضافت: “ببداية المقال تكلم عن تجربة شاب سوري كان معتقل عند النظام وجاء إلى كندا، ترجم المقال للعربي وصفحة منحبكجية نشرته لكن حذفت بأن الشاب كان معتقل عند النظام وأضافت من عندها: “ياليتنا لم نأت إلى كندا”.