تابع الجمهور العربي في الأيام الأولى من عام 2019 تألقا جديدا لصوت عربي مبهر خلال فعاليات برنامج المسابقات الغنائي أحلى صوت (The voice) في نسخته الأوروبية، وهذه المرة بالتحديد في فنلندا.
كان التألق للفتاة السورية جولي مالكي التي انتشر مقطعها الغنائي في مرحلة تجارب الأداء على كافة منصات مواقع التواصل الاجتماعي.
يعتمد البرنامج في هذه المرحلة على صوت المتسابق ولا شيء غيره، حيث يدخل المتسابق إلى المسرح ليقابله الحكام بظهورهم، ويتطلب الأمر من المتسابق قدرا عاليا من الإبهار لجذب الحكام للالتفاف بكراسيهم، وهو ما يعني رغبتهم في ضم المتسابق إلى فرقهم في المراحل التالية.
جاء نجاح مالكي مكتملا حيث دفعت الحكام الأربعة للالتفات لها والمنافسة من أجل ضمها لفرقهم، واختارت مالكي أن تغني مقطعا من أغنية المطربة الإنجليزية أديل بعنوان “منذ مليون عام” (a million years ago).
عقب انتهاء مالكي من الغناء، علق الحكام مشيدين بصوتها وإحساسها، حيث بدأ المغني الفنلندي توني فيرتانن قائلاً: “لقد قدمت أداء رائعا، ويمكنني الإحساس بألم عميق لا يمكن وصفه في صوتك، وإن هذه لقوة هائلة”.
أما المغني الفنلندي “ريدراما” الذي بدى متأثرا للغاية، فقد سأل جولي في البداية عن الإحساس الكبير التي غنت به جملة “أفتقد أمي” (I miss my mom)، وحينما أجابت جولي والدموع في عينيها بأن والدتها قد توفت منذ عام تقريبا، تعالى التصفيق وصيحات التشجيع من الجمهور.
وفي نهاية كلمته علق ريدراما قائلاً: “أنت تمتلكين موهبة رائعة، يمكنك تحويل القوى الخارقة غير الملموسة إلى شيء حقيقي من خلال صوتك، ولهذا فأنا أجدك موهبة نادرة للغاية”.
أما المغنية “أنا بو” فقد عبرت بتأثر أيضا عن إعجابها بصوت جولي قائلة: “إنه لشيء جميل وقاس في نفس الوقت أن تشعر بأن صوت شخص ما يؤثر عليك، صوتك كان أشبه بضربة في القلب أو لكمة في الوجه، جعلتني أبكي ولكنك تشبهي حقيبة جميلة أريد أن أضمها بأسرع وقت إلى فريقي”.
في النهاية وبعد بعض التردد، انضمت جولي لفريق المغني الفنلندي “ريدراما”، لتبدأ مشوارها وسط محبة كبيرة من الجمهور الفنلندي، بالإضافة للجمهور العربي الذي يتابعها الآن عبر مواقع التواصل.
وعقب هذا النجاح لمالكي في تجارب الأداء، نشرت الفتاة السورية على صفحتها على موقع فيسبوك صورة لها في كواليس البرنامج، وكتبت: “ابق رأسك مرفوعا، كن فخورا، ولا تستلم، هكذا كانت تقول أمي دائما، كان اسمها صباح وهو يعني النهار بالعربية، يجب علينا ألا نتوقف أبدا عن ترديد أسماء أحبائنا، حتى ولو رحلوا عن هذه الحياة”.
جدير بالذكر أن جولي قد ولدت في سوريا لأبوين سوريين، لكنها هاجرت برفقة أسرتها إلى السويد منذ ثمان سنوات، هذا قبل أن تنتقل مؤخرا إلى فنلندا، وتمتلك جولي قناة على موقع يوتيوب تنشر فيها مقاطعها الغنائية منذ بضع سنوات، ولكنها لم تحظ بالشهرة الكافية حتى ظهرت ضمن البرنامج.