تداولت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، أخباراً حول إعادة السلطات التركية الكمليك للسوريين الذين قاموا بتسليمه على أحد المعابر الحدودية مع سوريا.
يوضح أحد الموظفين في إدارة الهجرة في ولاية أنطاكيا جنوبي تركيا، في مقابلة مع “أورينت نت”، أن عملية إعادة الكمليك تتم عبر معاملة نظامية اسمها المتداول بين السوريين (طلب استرحام)، مؤكداً أنه تمت الموافقة على نحو 80% من إجمال تلك الطبات، وبالفعل استعاد مئات السوريين الكمليك، بعد أن سلموه على الحدود.
وأكد الموظف وجود تعليمات بالتساهل في تلك المعاملات مع السوريين، لافتاً إلى أن غالبية السوريين غادروا إلى سوريا لقضاء أمر ما، وأنهم يكتبون في طلب الاسترحام أنهم خرجوا بسبب حالة وفاة أو مرض.
وشدد على أن “عملية الإعادة تتم لمن سلم هويته طوعاً فقط ولا يمكن تطبيق ذلك على الذين تم ترحيلهم قسرياً إلى سوريا لارتكابهم جرماً ما”
وذكر أن قرار “إعادة الكمليك من اختصاص أجهزة الأمن أيضاً فبعد (تفييش) الشخص ودراسة ملفه بالكامل وتاريخ دخوله وخروجه، يتم القرار من قبل الوالي و إبلاغنا به ونحن بدورنا نقوم بتطبيق ما هو مملي علينا”.
وفيما يتعلق بإجراءات تقديم طلب الاسترحام، فإنه يتعين على المتقدم كتابة طلب استرحام يتضمن اسم المتقدم ورقمه الـ TC وعنوان سكنه، ويوضح فيه السبب الذي غادر لأجله إلى سوريا والتاريخ الذي غادر فيه، ثم عبارات أخرى يطلب فيها من والي المدينة المتواجد بها إعادة هويته والتماس ظروفه.
ويتم إرفاق الطلب مع صورة للكمليك التي جرى تسليمها إضافة لسند إقامة مستصدر من دائرة النفوس في الولاية أو من مختار الحي الذي يقطنه الشخص وإرفاق صور الكمليك لباقي أفراد العائلة في حال كان الرجل رب أسرة.
وحول تجربة استعادة الكمليك، يوضح السوري المقيم في أنطاكيا، إبراهيم عثمان، كيف تمكن من إعادة الكمليك بعد 3 سنوات، وكان قد فقده نتيجة عدم إحاطته بالقوانين والتعليمات.
يقول عثمان، “أواخر العام 2015 غادرت إلى سوريا عبر معبر باب الهوى وكنت أجهل أن المغاجرة تعني إيقاف القيود، كل ما أعلمه أنهم كانوا يأخذون الكمليك فقط فقمت باستنساخ نسخة طبق الأصل للكمليك الأبيض آنذاك وسلمتها لهم واحتفظت بالأصلية”.
وتابع “عند عودتي اكتشفت أن قيودي تم إلغاؤها، وبدأت المحاولات لاستعادتها ولكن جميعها باءت بالفشل رغم توكيل الكثير من السماسرة وإنفاق الكثير من الأموال ولكن دون جدوى”، وأشار إلى أنه تقدم بطلب استرحام، لكنه رفض وظل معلقاً حتى مطلع العام 2018.
وفي شهر نيسان/أبريل من العام الماضي، قدم اللاجئ السوري طلب استرحام جديد (السابع في ترتيبه)، وجاء رد الموافقة علي طلبه سريعاً، ليتوجع بعد ذلك إلى مركز تحديث البيانات من أجل استصدار كمليك أصفر.
وبعد حجز موعد عبر الانترنت لتحديث البيانات والحصول على كمليك، اكتشف عثمان أن مشكلته لا تقتصر على الأمنيات فقط، بل في منظمة الحروب والكوارث المعنية باللاجئين أيضاً المعروفة باسم (آفاد).
وبعد رفع طلب لما يعرف بـ (تحريك رقم 99) لمنظمة الآفاد، جاء الرد للسوري بعد 3 أيام عبر اتصال هاتفي وطلب منه التوجه إلى مركز التحديث لتسلم هويته وحصل عليها بالفعل.
يشار إلى أن الخروج من تركيا إلى سوريا بغير الإجازات المخصصة يؤدي لإلغاء قيود (الكمليك) وذلك بسبب وصف الشخص الذي يخرج (رافضاً للحماية المؤقتة التركية) وبالتالي يتم سحب الكمليك منه وإلغاء قيوده.