أشارت صحيفة “نيويورك تايمز” إلى المطعم الموجود في شمال سوريا المسمى بـ “قصر الأمراء” والذي تقصده معظم الدوريات الأمريكية في المنطقة.
وقالت الصحيفة إن الأمريكيين الموجودين هناك أحبوا الطعام إلى درجة جعلتهم يتجهون إلى المطعم عدة مرات في الأسبوع. المطعم نفسه قصده إثنين من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي لتناول الطعام في تموز.
قال أحد بائعين الخضار للصحيفة، والذي يوجد بالقرب من المطعم “يتوقفون هنا لتناول الدجاج والشاورما كلما قاموا بدورية في المنطقة.. الناس هنا اعتادوا الأمر، رؤية الأمريكيين هنا ليست شيئاً جديداً”.
راقب عناصر من “تنظيم داعش” المكان، مما أدى إلى استهداف الدورية بتفجير انتحاري في المطعم نفسه يوم الأربعاء، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 15 شخصاً، بينهم 4 أمريكيين. من بين القتلى الأمريكيين، جنديان، وشخص مدني يعمل في وزارة الدفاع الأمريكية ومتعاقد عسكري.
أشار مسؤول في العمليات الخاصة في الجيش الأمريكي، تحدث للصحيفة شريطة عدم الكشف عن اسمه، إلى أن “داعش رأت في ذلك فرصة، كان يجب على الدورية أن تتمتع بحماية أفضل من ذلك”.
وقال ضابط آخر، تحدث أيضا للصحيفة شريطة عدم الكشف عن اسمه، إن “داعش ستهاجم الأمريكيين في أي مكان وفي أي وقت تسمح لها الفرصة بذلك”.
واعترف المسؤولون أنه كان يجب على الدوريات الأمريكية تغيير مسارها وزيادة أمنها العملياتي.
نموذج للاستقرار
تجول وفد من القادة العسكريين الكبار وأعضاء مجلس الشيوخ بحرية تامة في منبج خلال زيارة قاموا بها في تموز، بدون الحصول على الحماية أو ارتداء حتى دروع واقية. تجولوا بين الباعة والأكشاك، ودخلوا إلى محلات بيع التوابل والمجوهرات وتناولوا الطعام في المطعم ذاته الذي استهدف يوم الأربعاء.
لحظات الاستهداف
توقفت إحدى الدوريات يوم الأربعاء لتناول وجبة غداء متأخرة. كانت السيارات مصطفة على خطين أمام المحل، بينما امتلأت الأرصفة بالناس التي تزور سوق الخضار القريب.
أختلط انتحاري بالحشد، وفجر سترته بالقرب من مدخل المطعم، مما أدى إلى اندلاع كرة نارية، أوقعت العديد من القتلى والجرحى.
هرع عمال الإنقاذ لنقل الجرحى إلى المشفى، ظهرت بعد ذلك ثلاث مروحيات في السماء. حاولت إحدى المروحيات الهبوط مباشرة في الشارع، إلا أنه كان ضيق للغاية ولم تتمكن من الهبوط. هبطت مروحية في ملعب قريب، نقل إليه الأمريكان القتلى والجرحى.
نقل ثلاثة أفراد عسكريين جرحى إلى مشفى عسكري أمريكي في ألمانيا لتلقي العلاج.
رأى (آرون ديفيد ميلر)، المحلل السابق لشؤون الشرق الأوسط، إنه من الممكن أن تؤدي الهجمات هذه “للضغط على ترامب من قبل الصقوريين للبقاء، حيث من الممكن أن يتم تصوير الولايات المتحدة على أنها ضعيفة في حال انسحبت” أعتبر (ميلر) هذه الحجة “وصفة للدخول في حرب أخرى تستمر إلى الأبد”.