منظمة أممية: لولا السوريون لـ انهار الاقتصاد اللبناني

Facebook
WhatsApp
Telegram

صحيفة  The Nationalترجمة تلفزيون سوريا – SY24

أكّد (ديفيد بيزلي) المدير التنفيذي لـ برنامج الغذاء العالمي التابع لـ الأمم المتحدة، أن للاجئين السوريين دوراً وفوائد بدعم الاقتصاد المحلي في الدول التي يعيشون فيها وخاصة لبنان، رافضاً قطع المال عن اللاجئين.

وحسب ما ترجم موقع تلفزيون سوريا عن صحيفة “The National“، قال “بيزلي”، إن “الاقتصاد اللبناني كان مِن الممكن أن ينهار، لولا الأموال التي تدفقت عبر برامج المساعدات المقدّمة للاجئين السوريين هناك، لافتاً أنه كان لديه تحفظات في البداية حول إعطاء تحويلات نقدية للسوريين في لبنان.

وأضاف “بيزلي” أمام لجنة في البرلمان البريطاني، أنه تساءل حينها عن “مدى فاعلية هذه العملية (المنظومة القائمة على النقد) وقدرتها على الوصول لـ أيدي الجماعات المتطرفة”، إلّا أنه بات اليوم مؤمناً وبشدة بمنح المال أو الحوالات المالية، التي تشمل في أغلب الأحيان مَنْحَ السوريين راتباً محدّداً بواسطة “بطاقة ائتمان”.

وصرّح مدير برنامج الغذاء العالمي، أنه يخطط أيضاً لـ إنفاق (2,2 مليار دولار) على المشاريع التي تعتمد على النقد في المنطقة، وردّ على منتقدي هذه السياسة والمطالبين بقطع المال عن اللاجئين السوريين، بذكر الفوائد التي يقدّمها السوريون للاقتصاد المحلي في الدول التي يعيشون فيها.

وأوضح “بيزلي” مِن خلال ردّه، أن “ثلث الأموال التي ينفقها السوريون تُصرف على شراء منتجات تزرع محلياً، والثلث الثاني يأتي محلياً، في حين يأتي الثلث الأخير مِن السوق الدولية ضمن الاقتصاد اللبناني”، مشيرا أن “الحوالات النقدية” تُحد أيضاً مِن موجة النزوح الجماعي، كونها تُقدّم طريقة مشتركة للعيش بالنسبة لـ مَن يعيشون في المخيمات.

وقدّم برنامج الغذاء العالمي – حسب “بيزلي” -، 600 مليون دولار نقداً حتى الآن، في ظل خطة مماثلة تديرها وكالة إنسانية تابعة لـ الأمم المتحدة أيضاً.

المجتمع الدولي أهمل سوريا

كذلك، علّق “بيزلي” على مسألة استجابة قادة العالم للأزمة الإنسانية في سوريا، متهماً المجتمع الدولي بالاهتمام بأهداف قصيرة المدى، وتجاهل الأسباب الأساسية للمشكلات الاجتماعية والاقتصادية، مؤكّداً أن المجتمع الدولي أهمل سوريا، وأن فرنسا تحدثت عن أطراف متعددة لكن لم يصل منها أي مبلغ.

وعن وجود السوريين في لبنان قال “بيزلي”، إن “السوريين الذين نزحوا بسبب النزاع في بلادهم لديهم حافز للعودة، ولا يرغبون في البقاء بـ لبنان أو باريس أو برلين، لأنهم ينتقلون مِن بيوتهم مرات عديدة، ومِن طبيعة الإنسان أنه يكره مغادرة منزله أو وطنه، فإن أعطيتهم أي سبب للبقاء على قيد الأمل، فإنهم يبقون في بلادهم”.

وتابع “أن تكلفة دعم السوري في دمشق تعادل (50 سنتاً) مقارنة بـ (50 يورو) يومياً يحتاجها السوري المهجّر كـ دعم، محذّراً مِن أن بعض السوريين قد يلجؤون إلى وسائل بديلة لـ إطعام أولادهم، معلقّاً على ذلك “لقد تحدثت إلي أكثر من امرأة ذكرت لي بأن زوجها لم يكن يرغب بالانضمام لـ تنظيم الدولة، ولكن لم يكن لديهم ما يقدمونه كطعام لصغارهم على مدى أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، فماذا بوسعهم أن يفعلوا؟”.

وتظهر الدراسات بأنه يمكن للمساعدات الأجنبية التي تأتي على شكل “حوالات نقدية” تصرف عبر “بطاقات ائتمانية”، أن تُحسّن مِن الحالة الصحية للاجئين، وتجعلهم يتحكمون بما ينفقونه بشكل أكبر، حيث تم تعقّب الآثار الإيجابية لهذه العملية على يد اللجنة المستقلة المعنية بأثر المعونات.

الجدير بالذكر، أن لبنان ومعظم مسؤوليه، خاصة وزير خارجيته (جبران باسيل)، يستغلّون وجود اللاجئين السوريين على أراضيهم ويحمّلونهم انهيار اقتصاد بلادهم “الهشّ” أساساً، وكل الآفات المنتشرة فيه، ويعملون دائماً على جني قروض بملايين الدولارات مِن الدول المانحة بذريعة إعانة اللاجئين وتقديم المساعدات لهم، دون أدنى تحسّن لـ أحوال السوريين، الذين ما زالوا يعانون سوء المعيشة والأحوال الجوية السيئة داخل المخيمات، والاعتقال والمعاملة السيئة مِن السلطات خارجها.

وبشكل مستمر وفي كل مناسبة، يجدّد كل مِن الرئيس اللبناني (ميشال عون) وصهره وزير الخارجية والمغتربين (جبران باسيل)، الدعوة لـ عودة اللاجئين السوريين في لبنان إلى بلادهم، دون ربط هذه العودة بالتوصل إلى حل سياسي في سوريا، ودون أية ضمانات أممية.

مقالات ذات صلة