سجين هارب يروي لـ SY24 تفاصيل اعتقاله لدى داعش في دير الزور

Facebook
WhatsApp
Telegram

أحمد زكريا - SY24

“عذبوني وجلدوني وأذاقوني شتى أنواع العذاب”.. بهذه الكلمات بدأ “خالد القصيراوي” حديثه لسوريا 24، حول المعاناة التي تعرض لها حينما تم اعتقاله على يد عناصر تنظيم داعش في بلدة “الباغوز” شرقي دير الزور، قبل أن يتمكن من الفرار بعد أن تم قصف السجن القابع فيه من قبل طيران التحالف الدولي.

وبقي “القصيراوي” في سجن “التوبة” التابع لداعش مدة شهر ونصف تقريبًا، تعرض فيها لشتى أنواع التعذيب بعد أن تم اتهامه بأنه “جاسوس” أرسله الجيش الحر إلى تلك المنطقة للتجسس على التنظيم، كما تم اتهامه بأنه “مرتد” ويجب تصفيته، بحسب ما تحدث به.

ويروي “القصيراوي” كيف بدأت قصته حتى وصل إلى “الباغوز” المعقل الأخير لتنظيم داعش ويقول: أنا مهجر من إحدى القرى بريف حمص الغربي وأقيم حاليًا في مدينة “جرابلس” شرقي حلب، والقصة بدأت حينما اتصل بي شخص من ريف دير الزور وأخبرني بأن “زوج اختي” قد قتل أثناء معارك التنظيم مع قوات قسد وكان زوج أختي من المنتسبين لصفوف التنظيم يقاتل معهم في تلك المنطقة، وهنا قررت أن أغامر وأذهب لإحضار أختي وأولادها من تلك المنطقة.

ويتابع “القصيراوي” تفاصيل قصته بالقول: خرجت من مدينة جرابلس باتجاه منبج ومنها للقامشلي وصولا إلى ريف دير الزور عن طريق أحد المهربين الذي استخرج لي أوراق مزورة على أساس أنني من سكان ريف دير الزور بعد أن دفعت له مبلغ 2000 دولار مقابل كل ذلك.

وأضاف: عند وصولي إلى بلدة “الباغوز” تمكنت من الوصول إلى منزل أختي، ولم تكد تمضي سوى 5 ساعات حتى فوجئت بوصول دورية مؤلفة من 13 عنصر للتنظيم وتم اقتيادي إلى سجن يقع تحت الأرض وسط الصحراء في تلك المنطقة.
وكانت الدورية التي داهمت المنزل المتواجد فيه “القصيراوي”، بحسبه، بقيادة المدعو “أبو القعقاع التونسي” يرافقه شخص ملثم يدعى “أبو خالد السوري”، وعلم “القصيراوي” فيما بعد أن “أبو خالد السوري” هو نائب “أبو القعقاع التونسي” كما أنه يعمل كمخبر للتنظيم من أجل اعتقال أشخاص بعينهم.

ويروي “القصيراوي” ما تعرض له في “سجن التوبة” وقال: أثناء وصولي للسجن تعاملي معي بهدوء في بادئ الأمر وعندما لم يحصلوا مني على أي معلومة فيما يخص السبب وراء قدومي إلى الباغوز ومن جاء بي ومن أخبرني أن زوج أختي قد قتل قاموا بتعذيبي بشتى أساليب التعذيب ومنها “الجلد، والصعق بالكهرباء، وتغطيس الرأس بالماء” بشكل يومي، وقد اتهموني بأني “جاسوس ” لصالح الجيش الحر وأني “مرتد”.

وكان يتواجد في “سجن التوبة” ما يقارب من 100 شخص، بحسب ما تحدث به “القصيراوي” الذي أشار إلى وجود عناصر تتبع للجيش الحر وعناصر تتبع لقسد وللنصرة وهناك شخصيات من جنسيات مغربية وجزائرية، إلا أن “القصيراوي” لم يتمكن من معرفة من هي تلك الشخصيات المتواجدة معه في السجن كونه كان يمنع عليهم أن يتكلموا وكان الصمت هو سيد الموقف في كل الأوقات.

يقول “القصيراوي”: وصل عددنا لأربعين شخص بعد أن كان العدد نحو 100، والسبب هو الإعدامات اليومية التي كانت تتم بحق المعتقلين، ومعظم التهم هي أنهم من المرتدين أو من الجيش الحر أو من قسد أو من النصرة، وكنا نعلم أن من ينادى عليه بالاسم فهو لن يعود خاصة وأن السجان كان يقول: إلى جهنم .. الله لا يرده”.

يضيف “القصيراوي”: كنت أتوقع في كل لحظة أن ينادى على اسمي لذلك كنت أعيش لحظات مرعبة ولا أفكر سوى بالهرب من هذا السجن الأسود، وكنت يوميا أسمع أصوات الطيران تحلق من فوقنا وأسمع أصوات الرصاص والصراخ والبكاء، كانت أجواء مليئة بالرعب.

وتم إخضاع “القصيراوي” هو ورفاقه في سجن التوبة لدورة شرعية يطلق عليها اسم “التوبة إلى الله” مدتها 20 يوما يتم خلالها تحفيظهم آيات من القرآن الكريم وبعض الأحاديث النبوية الشريفة، إلا أن اللافت بالأمر أن القائمين على الدورة كانوا يخبروهم بأن الهدف من الدورة هو أن يتوبوا إلى الله قبل أن تتم تصفيتهم، خاصة وأن من يخضع لتلك الدورة سيتم إعدامه لا محالة، ولن تعفيه تلك الدورة من التصفية في سجن التوبة كونهم مرتدون بنظر التنظيم، بحسب ما تحدث به “القصيراوي”.

ويصف “القصيراوي” وجبات الطعام التي كانت تقدم لهم بشكل يومي وقال: كانوا يقدمون لنا وجبة واحدة عبارة عن قليل من الأرز أو البرغل ورغيف خبز واحد فقط، إضافة لقليل من الماء.

ويجبر المعتقلون في سجن التوبة، بحسب ما نقل المصدر ذاته، على ارتداء “بدلة زرقاء” وهي اللباس المخصص للمساجين في هذا السجن، مبينًا أنه لم يشاهد أي شخص يرتدي “البدلة البرتقالية” خاصة وأنها ترمز إلى من سيتم تصفيته، على حد وصفه.

كما تحدث، عن وجود عدد من الحالات المرضية الموجودة داخل السجن كالجرب والقمل والسرطان، ولفت إلى وجود حالات بتر للأقدام بشكل كبير جدا خاصة وأن من يلتهب جرحه لا ينقل لخارج السجن لتلقي العلاج، بل يقوم عناصر التنظيم بإحضار طبيب كي “يبتر” للجريح قدمه داخل السجن.

وفيما يتعلق بطريقة فراره من السجن روى “القصيراوي” في نهاية حديثه، أنه وبعد اشتد قصف التحالف الدولي على معاقل داعش تعرض سجن التوبة للقصف، إلا أنه تمكن من النجاة وكتبت له حياة جديدة، بحسب وصفه، وقد تمكن من الفرار هو و5 أشخاص تحت جنح الظلام إلى أن وصل لمنزل أقارب أحد الأشخاص الفارين معه، وبعد عدة ساعات تم الاتفاق على تهريبه من ريف دير الزور إلى القامشلي إلى منبج وصولا إلى مدينة جرابلس.

ويضيف أيضا، أنه تمكن من الاتفاق مع أحد المهربين من أبناء المنطقة على أن يتم تهريب “أخته وأولادها” من “الباغوز” شرقي دير الزور إلى مدينة جرابلس بريف حلب لقاء مبلغ وقدره 3000 دولار على أن يتم تسليم المبلغ في جرابلس، وبالفعل تمكنت أخته من الوصول إلى المكان المحدد وهي الأن برفقة أطفالها بمكان آمن.

مقالات ذات صلة