تشهد الغوطة الشرقية حملة قصف عنيفة غير مسبوقة تستهدف تجمعات المدنيين ضمن الأحياء السكنية، ما دفع الحكومة السورية المؤقتة إلى تشكيل غرفة طوارئ مركزية، بغية تقديم الخدمات العاجلة للمدنيين الذين يواجهون واقعاً إنسانياً مزرياً، نتيجة القصف العنيف، فضلاً عن الحصار المفروض عليهم بعد إيقاف النظام إدخال المواد الغذائية من معبر مخيم الوافدين.
وقال نائب رئيس الحكومة السورية المؤقتة أكرم طعمة لــ SY24: إن “غرفة الطوارئ المركزية، هي لجنة دائمة مُشكّلة من قبل الحكومة السورية المؤقتة، ومحافظتي دمشق وريفها الحرة، ومديريات الصحة والخدمات والتربية والتعليم، ويتركز نطاق عملها في الغوطة الشرقية لتقييم الاحتياجات الأساسية للسكان، واعداد خطط الاستجابة الطارئة والاشراف على تنفيذها”.
وأضاف طعمة أن “الهدف من تشكيل الغرفة المركزية، إعلان حالة الطوارئ في البلدات المنكوبة، ودعم غرف الطوارئ المحلية التي شكّلتها المجالس المحلية في الغوطة، وتأمين مستلزمات عملها، وبالتالي يمكن توفير المساعدات للسكان عبر التواصل مع المنظمات الإنسانية، وبالتعاون والتنسيق مع غرف الطوارئ المحلية”.
وتسعى غرفة الطوارئ المركزية لتغطية جميع القطاعات الضرورية في المناطق المنكوبة، وخاصةً فيما يتعلق بتأمين المأوى البديل، وتحقيق الحد الأدنى من التعليم، وتقديم الخدمات الصحية الضرورية، وتزويد المناطق المنكوبة بالمرافق العامة.
الاستجابة لاحتياجات الغوطة على ثلاث مراحل
وتعتمد استراتيجية عمل غرفة الطوارئ المركزية على ثلاث مراحل، وقال مسؤول التواصل والخدمات في لجنة الطوارئ المركزية بسام زيتون: إن “المرحلة الأولى تتضمن الاستجابة الطارئة للمناطق المنكوبة وتحديداً حرستا وعربين ومديرا كونها المناطق الأكثر تضرراً، حيث سيتم خلال هذه المرحلة السعي لتقديم المساعدات لما يقارب 3500 عائلة متواجدة في الملاجئ”.
كما ستشمل المرحلة الأولى تبادل المعلومات بين قطاعات الغوطة وغرف الطوارئ لتحقيق استجابة أكثر فاعلية، وكذلك رصد الاحتياجات وتقييمها، والتواصل مع المنظمات لتأمينها في مختلف قطاعات الاستجابة.
وأوضح زيتون أن “المرحلة الثانية تتضمن توسيع الاستجابة الإنسانية الطارئة لتشمل باقي بلدات الغوطة الشرقية، وتحديد احتياجات كل بلدة، من خلال التواصل مع المجالس المحلية، وتشكيل غرف طوارئ حسب الحاجة والضرورة”.
وأضاف زيتون “بعد ذلك يتم الانتقال إلى المرحلة الثالثة، والتي تعتبر جسر الربط بين المرحلتين الأولى والثانية، وسيتم خلالها استعادة الخدمات الأساسية عبر إعادة إعمار المرافق العامة، وتعزيز قدرات المنظمات العاملة في المجال الإنساني، وتنفيذ مشاريع لتمكين المرأة ومشاريع سبل العيش، إضافةً لتنظيم المؤتمرات لجذب الجهات المانحة العاملة في المجال الإنساني”.
وتعاني الغوطة الشرقية منذ ثلاثة أشهر من حملة قصف متواصلة، إلا أن القصف تصاعد هذا الأسبوع بشكل غير مسبوق، بالتزامن مع ترويج النظام لإطلاق عملية عسكرية واسعة لاقتحام الغوطة، حيث تستخدم قوات النظام وسلاح الجو الروسي طائرات السوخوي 22 و24 في قصف المدنيين، والتي تتميز بقدرة على حمل عدد كبير من الصواريخ والقنابل كبيرة الحجم، ما أدى لحدوث دمار كبير ضمن نطاق المنطقة المستهدفة.
وأدى القصف العنيف إلى سقوط مئات القتلى من المدنيين معظمهم من الأطفال، وسط معاناة سكان الغوطة من نقص الأدوية واستهداف المشافي، وقال رئيس مركز “إنقاذ روح” الطبي أحمد الشامي: إن “الوضع سيتدهور بشكل أكبر في الغوطة ويتحول إلى كارثة حقيقية، ما لم تتدخل المنظمات الدولية والأمم المتحدة، وتضغط على النظام وروسيا لوقف القصف والسماح بإدخال الأدوية، وإجلاء الحالات التي تحتاج للعلاج خارج الغوطة الشرقية”.