مرتزق روسي يكشف تفاصيل تجنيدهم للقتال في سوريا

Facebook
WhatsApp
Telegram

ترجمة أورينت نت – SY24

قال أحد المرتزقة الروس الذين قاتلوا إلى جانب صفوف النظام في سوريا، إن المقاتلين الروس هناك يتلقون أجوراً مالية مرتفعة، ووصف أجواء العمل داخل منظمته بالفاسدة، وذلك بحسب حوار أجرته معه مجلة “سوبيسدينك” الروسية ونقلته مجلة “ناشونال إنترست” الأمريكية.

وقال ألكسندر، الذي عمل في السابق كضابط مدفعية في الجيش الروسي، إن أحد أصدقائه الذي عاد من القتال من سوريا أقنعه بالانضمام للعمل كمتعاقد عسكري خاص لدى شركة روسية تقوم بتأمين مرتزقة للقتال في سوريا بأجور مرتفعة.

واشتكى ألكسندر من الطعام السيء الذي كان يقدم لهم بعد أن أمضى ستة أشهر قاتل فيها شمال تدمر وسط سوريا. وقال “توقع عقداً مع الشركة، مع العلم أن الجميع يعرف أن هذا العقد لا يساوي قيمة الحبر المكتوب فيه. العقد الذي وقعت عليه لم يحمل أي ختم رسمي حتى، بل مجرد مجموعة من التواقيع. وفيه اسم الشركة، وهي شركة مكتوب بأنها ذات مسؤولية محدودة على ما أذكر. ولا أذكر اسم الشركة بالتحديد، لأنه من المستحيل أساساً العثور عليها واكتشافها”.

سافر إلى سوريا في آذار، وعمل لمدة ستة أشهر بأجر يصل إلى 3,100 دولار أمريكي (200,000 روبل). وهو مبلغ قليل إذا ما قُورن مع المبالغ التي يتقاضها المتعاقدون العسكريون مع وزارة الدفاع الأمريكي (البنتاغون)، حيث يصل إلى 23,000 دولار شهرياً، ويتعدى الربع مليون دولار سنوياً.

رواتب خيالية والطعام شحيح
بالنسبة للمرتزقة الروس – بحسب المجلة – يعد مبلغ 3,100 دولار، رقماً ضخماً، مقارنة مع انخفاض الرواتب ومستوى المعيشة في الجيش الروسي النظامي.

وقال: “ربما يحصل الموظفون في موسكو على هذا الراتب إذا ما عملوا في المكاتب. بالنسبة لغالبية الناس، التي تذهب للقتال، هذا مبلغ ضخم وغير واقعي”.

وعلى الرغم من حصوله على مبلغ كبير، على حد وصفه، إلا أنه اشتكى من المعدات. وقال “المعدات أنت تأتي بها، نجلبها من روسيا. لا تزودنا الشركة بهواتف محمولة، بإمكانك بالطبع الحصول على هاتف محمول محلياً، ولكن بعد عدة فضائح، قام بها الجنود بالتقاط صور لمواقع سرية ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت السيطرة أكثر صرامة منعاَ لكشف المعلومات. ببساطة، يرسلونك إلى منزلك بدون أن يدفعوا لك قرشاً واحداً”.

وأكد أن الطعام كان في غاية السوء واقتصر على “الأغذية المعلبة والأرز والمعكرونة” وكان قليل، “يأتوا إلينا كل بضعة أشهر بحقائب فيها الأطعمة، ونقوم بأكلها تدريجياً”. 

ويشير بقوله إلى أن هنالك نكتة كان يتداولها المرتزقة بين بعضهم “الطعام أخطر علينا من القتال. ومن المستحيل أن تبقى حياً لمدة ستة أشهر بطعام كهذا”.

انتشار الفساد والفوضى
ولم تشهد المنطقة التي تواجد فيها معارك شديدة مع الفصائل بمختلف توجهاتها، بعد أن تمكنت قوات النظام بدعم إيراني وروسي من السيطرة على المكان، وإنهاء العمليات العسكرية فيه؛ إلا أن المناوشات وإطلاق النار كان أمراً شائعاً هناك.

وكشف ألكسندر عن حجم الفساد الكبير في عمله، خصوصاً الذخيرة. وقال: “كانت الذخيرة، التي تتواجد بوفرة هناك، هي عملتنا الأساسية. تبيع من 10 إلى 15 مشطٍ من الذخيرة إلى وسيط لقاء الحصول على عدة علب من السجائر أو الكحول وبعض المعدات الأفضل”.

عاد ألكسندر إلى منزله، وهو أكثر ثراءً عما كان عليه، وبدون أي إصابات. مع ذلك قال إنه يشعر بالاشمئزاز وخيبة الأمل. وأضاف “أنهيت مهمتي. وعدت حياً. لم أشارك في عمل متسخ يمكن أن يطاردني إلى بقية حياتي. دفعت ديوني، التي كانت السبب في ذهابي إلى سوريا، وحافظت على علاقات جيدة مع قادتي”.

ويؤكد ألكسندر “يتصلون بي مجدداً. لن أذهب. لقد اكتفيت. لا يوجد هناك إلا الفوضى وانعدام القانون. البلد بعد الحرب أسوأ مما كان عليه أثناء الحرب”.

مقالات ذات صلة