قام فريق الفن التشكيلي “طوق الياسمين” في مخيم الزعتري للاجئين السوريين شمال الأردن، بمشروع إعادة تدوير توالف الأشياء في المخيم كالأخشاب والأقمشة والبلاستيك من أجل القيام بالرسم عليها وجعلها لوحات فنية تصل إلى كل أرجاء العالم.
وحول ذلك قال الفنان التشكيلي “محمد عماري” صاحب فكرة إعادة التدوير لـ SY24، إننا “بالأمل نحيا وبالفن نغير الحياة، ومشروع إعادة التدوير قام به فريق طوق الياسمين منذ تأسيسه في العام 2014 لتأمين اللوحات الفنية التي تستخدم في الورش الفنية الطوعية لجميع فئات المجتمع السوري اللاجئ في مخيم الزعتري، من خلال تحويل قماش خيام اللجوء وألواح الخشب إلى لوحات لنرسم عليها الأمل والحب والسلام، والفن هو من جمعنا لنصبح فريق طوق الياسمين”.
وأضاف، أن “الهدف من المشروع هو تأمين المستلزمات الفنية من لوحات ليرسم عليها اللاجئين أثناء تنفيذنا للورش الفنية الطوعية في المخيم، ليقولوا من خلال الفن ما لا تقوله الدموع ولا تنطق به ليالي الصمت، حيث تم تنفيذ خلال الأربع سنوات الماضية قرابة ثمانية ورش فنية لفئة الأطفال وكل ورشة مدتها ثلاثة اشهر، وورشة أخرى كانت لمدة عام كامل لفئة الشباب، وأخرى لفئة الأطفال الأيتام ( الغير مصحوبين)”.
وتابع، تم العمل من خلال هذه الورش على أكثر من 200 شخص، وقد تم تنفيذ أكثر من 500 لوحة فنية من بينها (لوحة اللجوء) التي أصبحت كرمز خاص بفريق “طوق الياسمين” في المخيم، وجميع المعارض خلال الأربع سنوات الماضية، وكانت بعض هذه الورش بالتعاون مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في المخيم، ومنظمة الإغاثة والتنمية الدولية IRD ومنظمة المركز النرويجي NRC من خلال تقديمها الألوان والفراشي، وورش أخرى كانت بدعم شخصي من أعضاء الفريق بالمستلزمات الفنية كافة.
وأردف “العماري” أن “رسالتنا تصل من خلال جميع الأصدقاء من السوريين وباقي الدول العربية والغربية من الذين تعاونوا معنا لتسهيل إقامة المعارض في الأردن وأوروبا وأميركا، حيث بثت فينا هذه المشاركات الأمل والإصرار على الاستمرار بعملنا الطوعي ورسمت على شفاهنا كلمات الحب التي تزورنا من حضن الوطن سوريا”.
وأشار إلى دعم المشاركين من أطفال وشباب هواة لاجئين من خلال اقتناء اعمالهم في المعارض التي تقام في الأردن وأوروبا وأميركا.
من جانبه قال الفنان التشكيلي “عماد الكفري”، “في بداية انطلاقتنا كانت المواد المستخدمة للرسم هي من أكثر المعوقات التي تواجهنا بسبب غلاء ثمنها كاللوحات من نوع الكانفس، فبدأت تراودنا الكثير من الأسئلة حول ما هو السطح الذي يمكننا الرسم عليه، لأننا نعيش في مكان ليس بمدينة يتواجد بها كل شيء بل مخيم وهو مكان لا تتوفر فيه مثل هكذا أمور خاصة بالرسم، فقمنا بعدة تجارب منها محاولة الرسم على صناديق الكرتون المخصصة لحفظ الأغذية، والتي يتم منحها من قبل منظمة الغذاء في المخيم، وكذلك ورق الكتابة A4 وأكياس ورق الإسمنت فلم ننجح كثيراً بهذه المحاولات لأنها كانت مهيئة للتلف بأي لحظة لعدم توفر مكان آمن في بيوتنا (الكرفانات) يحميها من المطر والغبار.
وأضاف، أنه “لم يكن أمامنا سوى قماش الخيام التي نسكن فيها حالياً لأنه لا يوجد خامة سواها يمكن الرسم عليها فبدأنا بعملية تحضير اللوحة العصرية التي أعطتنا قوة وبصيص أمل لينطلق فريقنا بوضع تلك الألوان على قطعة الخيمة الصغيرة لتشكل موضوع يحمل رسالة للعالم من صلب اللجوء ليكن لنا دور في هذا العالم في الظهور كفنانون سوريون يحملون ثقافة شعب عريقة ويحملون على عاتقهم قضية وطن”.
فيما قال الفنان التشكيلي “تامر جوخدار”، نحن لا نعمل من أجل الحجر بل لقضية البشر ونستخدم الفن كوسيلة علاج وإعطاء الدعم النفسي للفئات المشاركة من خلال الفن، مما يثبت في قلوبهم القيم ويخطف الشر عنوة من بين أيديهم، على حد تعبيره.