مقابر جماعية لضحايا قضوا نتيجة التعذيب والممارسات الهمجية لقوات النظام وفروعه الأمنية، بطل القصة “اللواء رستم غزالي” وهو أحد كبار رجال الأمن في الدولة السورية، المسرح “بلدة قرفا” التي ينحدر منها “الغزالي”، أدوات الجريمة “ميليشيا تتبع للغزالي من أبناء بلدته قاموا بقتل وتعذيب العشرات لإثبات الولاء للدولة”، يترأس هذه الميليشيا “غزوان غزالي” سيء السمعة والمقرب من الميليشيات الإيرانية في الوقت الراهن، إضافة إلى كل من “فايز غزالي” و “أحمد غزالي”.
منذ بدء الثورة السورية تشكلت هذه الميليشيا وبدأت الاعتقالات بشكل تعسفي عبر عدة حواجز بالقرب من بلدة قرفا على الطريق الدولي دمشق – عمان واعتقال المدنيين وسوقهم إلى استراحة رستم الغزالي وقصره، بهدف التحقيق معهم قبل نقلهم للفروع الأمنية.
لم يقتصر عمل هذه الميليشيات على حواجز واعتقالات تعسفية، وإنما عملت على وضع نقاط مراقبة لضبط تسرب المدنيين الهاربين من الموت من المحافظات السورية إلى محافظة درعا للوصول إلى المملكة الأردنية، حيث اعتقلت العشرات من الأهالي والأطفال والنساء أثناء مرورهم من ريف درعا الشمالي الشرقي إلى الريف الغربي عبر طرق زراعية كطريق “الحراك – قرفا” وطريق “الغارية الغربية – شركة الكهرباء – عتمان”.
عمليات الاعتقال وطرق التعذيب و ارتكاب المجازر
بعد اعتقال المدنيين والأهالي تفنن أتباع “رستم الغزالي” بأساليب التعذيب على غرار ما كان يفعله في الشعب اللبناني، علماً أنه كان أحد كبار المتهمين بالضلوع في قضية مقتل “رفيق الحريري”.
لم تكتف ميليشيات رستم بالتوقيف ونقل المتهمين لينالوا محاكمتهم العادلة، وإنما عملوا على إذلال وقتل وتعذيب المدنيين بأساليب تقشعر لها أجساد البشر.
إهانات وضرب المطلوب أمام أهله، كسر عظام المطلوبين حتى الموت، الإعدام رمياً بالرصاص، حرق أجساد المطلوبين حتى الموت، تشويه وجوه المطلوبين، القتل خنقاً عبر إغراق رأس المطلوب ببراميل المياه، والتعذيب صعقاً بالكهرباء التي كانت مقطوعة عن غالبية الشعب السوري و حاضرةً في التعذيب.
أساليب تعذيب كثيرة خلفت عشرات القتلى، لم تكلف ميليشيات “رستم” نفسها بتسليمهم لذويهم أو حتى الإبلاغ عن مصيرهم أحياء كانوا أم أموات، ليتم دفنهم بأساليب همجية في مقابر جماعية أو في البيوت وتفجيرها لردم جثث وأشلاء الضحايا.
عثر أحد الشبان مؤخراً على كمية من العظام في بقايا منزله المدمر والذي عاد إليه مؤخراً ليقوم بإصلاحه وترميم ما دمر منه، وكان ذلك سبباً في الكشف عن مقبرة جماعية، حيث تبين أن العظام تعود لعشرات الضحايا الذين قضوا تعذيباً على يد ميليشيات “رستم غزالي”.
بهدف إخفاء الجريمة التي تعد إدانة واضحة للنظام السوري لدى المنظمات الحقوقية والإنسانية ومجلس الأمن والأمم المتحدة، قام فرع الأمن السياسي بفرض طوق أمني حول المنزل وإزالة جميع آثار بقايا العظام والأشلاء البشرية مع منع الأهالي من الاقتراب والتصوير، حيث أقدموا على مسح آثار جريمة من أقذر الجرائم بحق الإنسانية في سوريا.
يُذكر أن رستم غزالي قتل في العام 2015 في ظروف غامضة، وتباينت الآراء وقتها بأن اللواء رستم هو من قام بقتل نفسه قبل تصفيته من قبل النظام لمعارضته التدخل الإيراني في سوريا، كونه قادراً على قمع صوت الثورة، بينما قال آخرون إن النظام عمل على تصفيته لإخفاء ملفات أمنية كثيرة كان يترأسها الغزالي والتخلص منه على اعتباره أحد كبار مجرمي الحرب في سوريا.