كانت “العراضة الشامية” ولا زالت واحدة من أهم الطقوس الدمشقية بوصفها أبرز تجليات القيم السورية، تبحث عن السوريين أينما وجدوا وحطّوا، تتمثل بالفلكلور التقليدي والشعبي القديم الحاضر، وقد لا تخل مناسبة أو فرح دمشقي بدون “العراضة”.
وفي ظاهرة أو مفاجأة هي الأولى من نوعها، نظم أحد المسؤولين عن مجموعة حجّاج سوريين، عراضة بكلماتها الشامية المنمقة، استقبالاً لوفود الحجاج السوريين الذين وصلوا مؤخراً إلى مكة المكرمة لأداء مناسك الحج، إبان وصولهم إلى الأراضي السعودية.
وتفاجأ الحجاج بأن مجموعة من الرجال بزيهم الدمشقي القديم، كانوا ينتظرون وصول مجموعة من الحجاج السوريين، وبعد وصولهم إلى مكة، بدأت أصوات فرقة “العراضة” وهم مجموعة سوريين يقيمون في السعودية معظمهم من دمشق، يتغنون بالحجاج، ما أثار دهشة وإعجاب الحضور.
الصحفي “سامي الرج” وهو أحد محرري موقع SY24 رصد مجموعة من الصور، حيث يؤدي الآن مناسك الحج في السعودية، قال إن هذا المشهد الدمشقي الذي رآه في السعودية استوقفه على الفور، والتقط مجموعة صور تذكارية من أحد الأبراج التي يقيم فيها الوافدون، معبراً عن إعجابه ودهشته بهذا المشهد، حيث يصطحب المهاجرون (المقيمون في السعودية) تقاليدهم وموروثهم الشعبي.
وعلى الرغم من أن الحاج قد يصل بعد رحلة سفر شاقة منهك العظام والجسد، إلا أن الحجاج السوريين دخلوا بابتسامة عريضة إلى مكان إقامتهم في الفندق.
ومن جانب آخر أضاف الرج، أن عدد الحجاج السوريين بلغ أكثر من 22 ألفاً هذا العام، مستنداً إلى إحصائيات من لجنة الحج العليا، مشيراً إلى أنهم يقيمون في 22 برجاً.
وأكد على أن التنسيق والتنظيم كان على أعلى المستويات من الخدمات، موضحاً أن الحاج يجد كل شيء منظم وعلى أهبة الاستعداد من باصات نقل من مطار جدة في مدينة الحجاج إلى مكة المكرمة، ومن مكان إقامة الحجاج في الفنادق إلى الحرم المكي، وغيرها من الترتيبات، التي تقوم عليها “لجنة الحج العليا” التابعة للائتلاف الوطني السوري.