وصف سفير نظام الأسد لدى طهران “عدنان محمود” العقوبات الأمريكية على إيران بـ “الجائرة”، مدعيًا أن هذه القضية توفر مزيداً من الفرص لإيران وسورية للتعاون فيما بينهما.
كلام “محمود” نقلته صحيفة “الوطن” الموالية لنظام الأسد، خلال لقائه، الخميس الماضي، بالمدير التنفيذي لشركة المعارض الدولية الإيرانية المدعو ” بهمن حسين زاده”.
وبات اللافت في هذا اللقاء هو “دعوة” سفير النظام التي وجهها للشركات الإيرانية للإسراع والمشاركة في إعادة الإعمار سورية، زاعمًا في الوقت ذاته أنه نه تم توفير تسهيلات خاصة لتواجد الشركات الإيرانية في سورية.
ولم يقتصر الأمر على تلك الدعوة بل تعداها إلى دعوة سفير نظام الأسد لدى طهران “شركة المعارض الدولية الإيرانية” إلى المشاركة في معرض دمشق الدولي الحادي والستين ونقل خبراتها وتجاربها في إقامة المعارض إلى سورية، وفق مانقلته صحيفة “الوطن” الموالية.
ويرى مراقبون، أن تلك الدعوات كانت بمثابة ضوء أخضر لإيران، لمحاولة إبراز عضلاتها وقدراتها الهوائية على حساب الشعب السوري الثائر في وجه نظام الأسد وداعميه.
إذ وعقب تلك الدعوات، خرج المدير التنفيذي لشركة المعارض الدولية الإيرانية “بهمن حسين زاده” بتصريحات مفادها أن ” الشركات الإيرانية، ستكون متواجدة في سورية في كانون الأول/ديسمبر المقبل، وستتنافس في معرض للمشاركة في إعادة إعمار هذا البلد”، داعيًا في الوقت ذاته كل الشركات الخاصة الإيرانية للمشاركة أيضًا في معرض دمشق الدولي القادم.
وبات من اللافت أيضًا، الترويج الذي بدأت به ماكينات نظام الأسد الإعلامية في هذا الوقت بالذات، من خلال إعادة التذكير بالاتفاقيات الموقعة بين دمشق وطهران، ومنها الاتفاقية الموقعة بين نظام الأسد وإيران في كانون الأول/ديسمبر الماضي، والتي تمت خلال زيارة نائب الرئيس الإيراني “إسحاق جهانغيري” إلى دمشق برفقة وفد إيراني رفيع المستوى، والتي شملت عددًا من الاتفاقيات في مجالات الطاقة والتجارة والمالية والصناعة والثقافة، ومكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب، والنقل والاقتصاد والنظام المصرفي.
والتذكير أيضًا، بمذكرة التفاهم التي وقعّها نائب رئيس جمعية المقاولين في طهران “ايرج رهبر” مع حكومة نظام الأسد، في شباط/فبراير الماضي، م بين إيران وسورية، والتي تقضي ببناء مدينة و200 ألف وحدة سكنية ترتكز في العاصمة دمشق، معتبرةً تلك الماكينات أن رئيس جمعية مقاولي طهران أكد أنه يرغب بشدة في مشاركة المقاولين الإيرانيين في إعادة إعمار البلاد.
وفي ظل تلك المحاولات لإظهار إيران بأنه سيكون لها دور كبير في مسألة إعادة الإعمار وسط صمت من الطرف الروسي، الذي كان دائمًا يحاول إقصاء إيران بل ونزع الامتيازات التي منحها رأس النظام بشار الأسد لها في عدة مجالات، يطفو على السطح سؤال بارز حول الهدف من وراء تعويم إيران وشركاتها في مسألة إعادة إعمار سوريا؟ ولماذا لا تساهم تلك الشركات في دعم اقتصادها المنهار داخل إيران؟.
والجواب على تلك التساؤلات، ألمحت له وسائل إعلام نظام الأسد ذاتها، إذ قالت صحيفة الوطن الموالية:” إن طهران تقدم منذ بدء الحرب الإرهابية على سورية دعماً سياسياً واقتصادياً وعسكريا لها، وأرسلت مستشارين عسكريين لدعم الجيش العربي السوري في معاركه ضد الإرهاب” على حد زعمها.
وكان ” أبو الفضل صالحي نيا ” المستشار الثقافي لسفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في سورية بدوره قال إنه ” ليس هناك مصلحة لإيران فيما قامت به حيال مساعدة سورية في أزمتها، بل أقول إن المصلحة المادية لم تكن الدافع والسبب وراء ذلك، بل كان الدافع أخلاقياً ومبدئياً لأنه مهما ستحصل عليه من عقود اقتصادية لن يعوض الدماء الطاهرة لقادتها وشبابها التي روت أرض سورية الشقيقة لتزهر ورود الحرية والاستقلال والكرامة “على حد زعمه أيضًا.
ووسط كل ذلك، يرى محللون وباحثون مختصون، أن أيران كانت وماتزال تستغل سوريا، كمنفذ للتملص من أي عقوبات مفروضة عليها، بل وتعمل على الاحتيال على تلك القرارات، مطالبين في الوقت ذاته المجتمع الدولي والدول صانعة القرار بإغلاق سوريا بوجه إيران، الأمر الذي سيزيد من حصارها، وسيجعلها تعيد حساباتها ألف مرّة، بدلاً من التفكير في المشاركة بإعادة إعمار سوريا، من خلال بيع الكلام والأوهام.