ظهرت صورة على تلفزيون حكومي روسي لثوان معدودة، ولكنها كانت كافية لإعادة فتح النقاش حول استخدام الصور ذات المصداقية في التغطيات الحساسة، الصورة قيل إنها تُظهر ضربة تنفذها طائرة روسية ضد شاحنة في سوريا، ولكنها في الواقع تعود إلى لعبة فيديو معروفة!
الصورة ظهرت ضمن برنامج يُبث أسبوعيا على شاشة القناة الأولى الروسية الحكومية، ذلك في حلقة خصصت للإشادة بدور القوات المسلحة الروسية بمناسبة إحياء “يوم الدفاع عن أرض الآباء”، وقد كرّمت الحلقة الطيار الروسي ألكسندر برورينكو، الذي يحمل ميدالية “بطل روسيا” بسبب دوره في عملية طرد تنظيم الدولة من مدينة تدمر السورية.
ويظهر في الفيديو أيضا كيفية عمل طائرة من طراز سوخوي 25 في سوريا بالاستناد إلى مواد أرشيفية، ليبدو خلال ذلك المشهد المأخوذ من لعبة فيديو.
واكتشف أحد الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي الصورة ليقوم بنشرها عبر موقع “بيكابو” معلقا: “آرما 3 على شاشة القناة الأولى” في إشارة إلى اللعبة التي تحمل اسم “آرما 3” والقائمة على لعب دور قناص في منطقة حربية، لتعود القناة الأولى الروسية لتعترف بالخطأ عبر بيان وجهته لشبكة إذاعية محلية قالت فيه إن محررها استخدم بالخطأ صورا من تقرير يعود لألعاب الفيديو.
وحفل موقع “بيكابو” بالتعليقات الساخرة، وقال أحد المستخدمين، ويدعى “DildaN3″، إنه ما من ضرورة فنية لوجود اللقطة، متسائلا ما إذا كان الأمر عبارة عن “رسالة سرية من موظفي القناة تدل على أنهم مرغمون على أداء عملهم”.
مستخدمون آخرون لفتوا إلى أنها ليست المرة الأولى التي تظهر أخطاء من هذا النوع تلجأ معها القنوات الروسية إلى ألعاب الفيديو، فقد سبق أن نشرت وزارة الدفاع الروسية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي لقطات تزعم أنها تُظهر دعم الولايات المتحدة لتنظيم داعش، ليتضح أن الصور تعود للعبة فيديو من عام 2015.
أما النظام السوري هو الآخر استخدم صورةً دعائية لمجموعة أطفال محشورين في قفص حديدي وبالزي البرتقال خلال مظاهرة سلمية في مدينة دوما 2015 للفت أنظار العالم عما يحدث في سوريا، إلا أن النظام السوري استخدمها في ترويجه على أنها صورة حقيقية لما أسماهم “دروعاً بشرية” يستخدمهم أنصار المعارضة السورية في الغوطة الشرقية.