وقعت المؤسسة العامة للسينما في سوريا والمروجة لدعاية النظام السوري في ورطة، واضطرت لسحب أحد الأفلام التي تروج لبروباغندا النظام السوري بادعائه محاربة “الإرهابيين” في سوريا.
واضطرت المؤسسة العامة للسينما في سوريا على تأجيل عرض فيلم “دم النخل”، وذلك بعد سحبه من دور السينما لإجراء تعديلات عليه بسبب وجود دلالات “طائفية” وتلقيه سيلاً من الانتقادات من السوريين.
الفيلم الذي حضر عرضه الأول، رأس النظام السوري “بشار الأسد” وعائلته في دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق، أثار موجة غضب لدى كثير من أبناء محافظة السويداء، ووجه هؤلاء اتهامات لصناع الفيلم بتعمّد الإساءة لأهالي المحافظة واتّهامهم بـ “الجبن” بسبب انحيازهم عن الخدمة في جيش النظام السوري.
وظهر في إعلان الفيلم جندي للنظام يقول، “أني كنت مفكر داعش بدن يهجموا على تدمر بس مكنتش عارف إنن صاروا بنص تدمر”، باللهجة المحلية الواضحة لأهل السويداء.
هذه العبارة أثارت حالة من الغضب بسبب تصوير الجندي “الجبان”، الذي يتحدث بلهجة أهل السويداء، بينما “البطل” يتحدث لهجة أهل الساحل.
ويتناول الفيلم الذي أخرجه نجدة إسماعيل أنزور عضو مجلس الشعب المعارك التي دارت بين قوات النظام السوري وتنظيم “داعش” في مدينة تدمر الأثرية وسط سوريا، وكتبت السيناريو ديانا كمال الدين.
واعتبر بعض أبناء السويداء أن الفيلم أشار بطريقة “مبطّنة” إلى رفض بعض شبان السويداء الالتحاق بجيش النظام عبر جعل شخصية العنصر “الجبان” تتحدّث بلكنة أهل المحافظة، بينما كان الأبطال يتحدثون بلهجات أخرى لا سيما اللهجة العلوية.
وقالت إحدى الصحفيات التي حضرت الفيلم أنه تضمن عبارات من قبيل “نحنا أهل تدمر جماعة عمر الفرا”، و”نحنا أهل الشام جماعة نزار قباني”، و(جماعة القاف واللهجة العلوية الواضحة).
وتساءلت “لماذا جعل الجندي الوحيد (الجبان) في كل الفيلم الذي أظهر خوفه ورجف وحتى بكى، يتكلم بلهجة أهل السويداء، اللهجة الدرزية حصراً؟”.
رأي المعارضين السوريين
على الضفة الأخرى من الانتقادات اللاذعة التي تلقاها الفيلم، برزت أصوات معارضة انتقدت أيضاً طريقة تعاطي النظام السوري مع أبناء مدينة السويداء، حيث قال الكاتب السوري “ماهر شرف الدين” (معارض سوري) والذي ينحدر من مدينة السويداء في تغريدة على حسابه الشخصي: “عندما يفتتح بشار الأسد فيلماً لنجدت أنزور يصوّر فيه الدروز بأنهم جبناء.. والعلويين بأنهم أبطال.. فهذا أمر لا يمكن أن يكون عفوياً، خاصة أن بشار سبق أن تحدّث عن انزعاجه من رفض عشرات آلاف الشبان الدروز الالتحاق بالجيش. نعم نحن جبناء في ذبح أهلنا، وتركنا هذه البطولة لطائفتكم الشجاعة”.
عندما يفتتح بشار الأسد فيلماً لنجدت أنزور يصوّر فيه الدروز بأنهم جبناء.. والعلويين بأنهم أبطال.. فهذا أمر لا يمكن أن يكون عفوياً، خاصة أن بشار سبق أن تحدّث عن انزعاجه من رفض عشرات آلاف الشبان الدروز الالتحاق بالجيش.
— ماهر شرف الدين (@mahersharafeddi) September 13, 2019
نعم نحن جبناء في ذبح أهلنا، وتركنا هذه البطولة لطائفتكم الشجاعة.
أما الدكتور والإعلامي السوري “فيصل القاسم” الذي يعمل في قناة الجزيرة وينحدر من مدينة السويداء كتب على صفحته الشخصية في موقع “فيسبوك” بحسب ما رصد موقع SY24: “رسالة الى نجدت انزور من شباب السويداء:
“نحن لسنا جبناء أيها الساقط المأفون … نحن أكثر من خمسين ألف شاب في السويداء رفضنا الالتحاق بجيشك القذر الذي لم تظهر عضلاته إلا على السوريين، بينما يحمي حدود إسرائيل منذ خمسين عاماً ككلب حراسة”.
وأضاف القاسم في المنشور: “نحن أهل الرجولة والبطولة.. نحن أحفاد قائد الثورة السورية الكبرى التي حررت سوريا من رجس الاستعمار الفرنسي، بينما أنت مجرد كلب لدى ذيل الكلب الذي باع سوريا بالجملة والمفرق للغزاة والمحتلين كي يحمي نظامه الطرطور.
لن ننسى لك قذارتك يا زرزوز” بحسب ما جاء في الرسالة التي نقلها القاسم.
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=2423642241038812&set=a.644683292268058&type=3&theater