دعا زعيم “حزب الله” اللبناني المصنف على لائحة الإرهاب، حسن نصر الله، أهالي مدينة القصير للعودة إلى مدينتهم، وذلك بعد 6 سنوات من تهجيرهم أثناء هجوم شامل شنهّ عناصر الحزب رفقة قوات النظام.
وقال نصر الله، في خطاب متلفز ألقاه مساء الجمعة خلال حفل تأبيني نظمه الحزب في معقله جنوب بيروت: “لا مشكلة بالنسبة إلينا في عودة النازحين السوريين إلى منطقة القصير”.
وأضاف نصر الله: “رتبنا وضعنا في قرى القصير بما يتناسب مع عودة كاملة لأهالي مدينة وقرى القصير، بناء على قرار “القيادة السورية” وأيضا رغبة أهالي قرى القصير من السوريين ومن اللبنانيين” على حد قوله.
وذكر نصر الله: “بدأت الإجراءات منذ مدة من الحكومة السورية داخل سوريا، ويهمني اليوم أن أعلن لأهالي بلدات القصير الموجودين في لبنان”.
ودعا نصر الله أهالي المنطقة إلى تسجيل أسمائهم لدى الأمن العام اللبناني على أن تتم العودة “ضمن الضوابط والآليات المعتمدة بين الأمن العام اللبناني والجهات المعنية في سوريا”.
واعتبر “نصر الله” أن “ما تردد في السنوات الأخيرة عن تغيير ديموغرافي في سوريا، لا سيما على الحدود، هو مجرد أكاذيب”، على حد تعبيره، مشيراً إلى أن قواته مستعدة لتأمين عودة الأهالي إلى القصير.
واعترف نصر الله، في 30 أبريل 2013، ولأول مرة، بمشاركة مقاتلين من حزبه في معارك داخل سوريا دعما لقوات النظام السوري، وتحديدا في القصير التي شكلت معقلا بارزا حينها للفصائل المعارضة.
وعلى الرغم من إنكار “نصر الله” للتغيير الديموغرافي الذي تمارسه قواته ومن ورائها إيران، تشير عشرات التقارير إلى محاولات إيران المتكررة بتغيير البنية السكانية في سوريا، واستبدال طوائف بطوائف تنفيذاً للمشروع الإيراني.
وفي عام 2017 نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية تقريراً قالت فيه إن إيران تعيد تشكيل هوية سوريا من خلال تنفيذ عمليات تغيير ديموغرافي، الأمر الذي سينعكس مستقبلاً ليس على سوريا وحدها، وإنما أيضاً على النفوذ الإيراني في المنطقة.
وكشفت صحيفة الغارديان البريطانية، في تقرير لها آنذاك، أن إيران تسعى إلى طرد السنة من دمشق ومحيطها، وتأمين الطريق الرابط بين دمشق إلى الحدود اللبنانية، وإحلال عوائل شيعية من العراق ولبنان محل العوائل السنية التي يتم طردها.
وأشارت الصحيفة إلى أن جهود إيران حالياً تركزت على تهجير أهالي الوديان التي تربط بين دمشق ولبنان، وهو الأمر الذي جرى التركيز عليه منذ انطلاق الثورة السورية قبل ستة أعوام، وإحلال سكان جدد مختلفي الولاء، وذلك ضمن خطة إيرانية لتعزيز قبضتها على سوريا من خلال عمليات التغيير الديموغرافي.