أقيمت مجموعة من دورات التقوية لعدد من طلاب المخيمات في ريف إدلب الغربي المنتشرة على الشريط الحدودي مع تركيا، والخاضعة لسيطرة قوات المعارضة السورية، وذلك بعد التعاون بين عدد من المدرسين بهدف رفع سوية الطلاب، وتحسين مستواهم في عدة مواد رئيسية، لا سيما طلاب الصفين التاسع والثالث الثانوي، تزامناً مع اقتراب حلول موعد الإمتحانات، ومن المخيمات التي تقام فيها الدورات “مخيم التعاون”.
وقال الأستاذ “إبراهيم غازي” مدير دورات التقوية في المخيم، لـ SY24، إنه “قام بتشجيع المدرسين لفتح مثل هذه الدورات، بعد أن لاحظ ضعف المعلومات لدى الطلاب والحاجة الملحة لشرح بعض المواد من جديد، فضلاً عن وجود بعض الطلاب في الصفوف الأساسية يعجزون عن القراءة والكتابة”، مشيراً إلى أنه “اقترح الموضوع على مجموعة من المدرسين في المخيم، وكان هناك قبول كبير لتحقيق فائدة لطلاب، إضافة إلى وجود تعاون كبير من الأهالي وهو ما سهل عملهم”.
وتابع، ” نحن نعمل بشكل تطوعي ولا يوجد أي دعم لهذه الدورات التي تقام بعد نهاية الدوام المدرسي، لكنهم يحصلون على مبلغ مالي بسيط من قبل الأهالي، وهو ألف ليرة سورية شهرياً يدفعها كل طالب على المادة التي يقوم بتسجيلها، ويأمنون بها بعض مستلزمات المدرسين من أقلام ودفاتر وحاجات لشرح المواد”.
وأكد المصدر أن “هناك خطة يقومون بدراستها لتوسيع هذه الدورات لتشمل كافة المخيمات المتواجدة في المنطقة، وزيادة عدد الكادر التدريسي الذي يعمل بها، ولكي تبقى مستمرة خلال فصل الصيف، خصوصاً وأن هناك طلب ورغبة من الكثير من الأهالي والتزام من الطلاب وسعيهم لكسب المعلومات”.
من جهته أفاد الأستاذ “محمد سماك” مدرس اللغة الإنكليزية، بأن “الهدف من هذه الدورات هو تقوية طلاب الشهادات بشكل عام في المخيم، بسبب الضعف الكبير لدى الطلاب، حيث بدأ المدرسون منذ شهر ونصف تقريباً بتدريس كل من مواد اللغة الإنكليزية والرياضيات واللغة العربية لطلاب التاسع والبكالوريا، تزامناً مع دورات تقوية بالأحرف والهجاء والحساب للمراحل الأساسية، ويعود سبب حاجة هذه الدورات هو مستوى التعليم المنخفض في المخيمات بشكل عام”.
ونوه “سماك”، أن “دروس التقوية تبدأ الساعة الثانية والنصف ظهراً وتنتهي حسب الحصص لكل صف، ويستغرق الدرس الواحد حوالي ساعة ونص”، مشيراً إلى أن “عدد المدرسين في هذه الدورات ستة، ومقرها مدرسة إحدى المخيمات القريبة وتضم حالياً حوالي 30 طالب”.
أما عن المشاكل والصعوبات التي يواجهها المعلمين هي ضيق الوقت، أبرزها أنهم تأخروا في الإنطلاق بالدورات حيث شارف العام الدراسي على الإنتهاء، وهناك الكثير من الطلاب بحاجة المزيد من الدروس، خصوصاً وأن موعد الإمتحانات اقترب أيضاً، وهناك بذل جهد كبير من قبل المدرسين لتعويض كافة النقص لدى الطلاب ولشرح أبرز الدروس في المنهاج قبل نهاية الدورات”.
في حين بينت السيدة “أم صبحي” وهي والدة طلاب مستفيدين من دورات التقوية، أن “مستوى الطلاب في المخيمات سيء بشكل عام، لأسباب عديدة أبرزها عدم توفر القدرة لدى الكثير من الأهالي لتعليم أطفالهم ومتابعتهم خارج أوقات المدرسة، فضلاً عن تكرار النزوح من مكان لآخر وتنقل الطلاب لعدة مدارس وتغيير الوضع عليهم، وانقطاعهم عن الدراسة لفترات ومن ثم العودة من جديدة”.
معتبرةً أن “جميع الطلاب بحاجة لمثل هذه الدورات منذ بداية العام، فهي قامت بتسجيل أبنائها منذ سماعها بوجود مثل هذه الدورات، ولاحظت تحسن كبير وتطور في مستواهم بعد التزامهم بدروس التقوية، فهي ممتنة لكافة المدرسين الذين يبذلون هذا الجهد لمساعدة الطلاب ولما يقومون به من أجل تحسين مستقبلهم”.
أما الطالب “أسامة زينو”، يرى أن “لهذه الدروس فضلاً كبيراً خصوصاً وأن المدرسين يعاملوهم بلطف كبير وجدية ويتقبلون كافة الأسئلة التي يتم طرحها من قبل الطلاب، ويسعون لتركيز المعلومات من خلال إعادة الشرح أكثر من مرة، فهو يدرس في الدورات كل من مادتي اللغة الإنكليزية ومادة الرياضيات لأن نتيجته في الفصل الأول كانت ضعيفة في هاتين المادتين، ويريد تحسينها خلال الفصل الثاني”.
واختتم حديثه قائلاً: إنه “سمع عن هذه الدورات من أحد أصدقائه بالمدرسة وفوراً بادر بالتسجيل، وبات يحصل على فائدة كبيرة ويتوجه بشكل يومي بعد الدوام المدرسي إليها”، متأملاً أن “يحصل على نتيجة جيدة في نهاية العام الدراسي”.