تجار سوريون كبار يسهلون للإيرانيين الاستيطان في أحياء حمص ودمشق!

Facebook
WhatsApp
Telegram

أحمد زكريا – SY24

كشف مصدر اقتصادي خاص لـ SY24، عن تعاون وثيق بين عدد من التجار والاقتصاديين المتواجدين في مناطق سيطرة نظام الأسد وخاصة في العاصمة دمشق وفي مدينة حمص، وبين عدد من الشركات الإيرانية، لتسهيل وضع يد تلك الشركات على أحياء استراتيجية هامة في تلك المدن.

وأضاف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن “هناك تجار كبار من مدينة حمص يهدفون لبناء مستوطنات إيرانية وشيعية في مدينة حمص، وخاصة في أحياء باب السباع وباب هود والخالدية”.

وتعليقا على ذلك قال الباحث وعضو المنظمة العربية الأوروبية لحقوق الإنسان، عبد العزيز الدالاتي، إن “النظام السوري حاول منذ بداية الثورة السورية تهجير أكبر عدد ممكن من أهالي مدينة حمص عبر سياسة القتل و القصف والمجازر الطائفية التي ارتكبها في أحياء حمص، وفي تلك الفترة بدأ مشروع إيران الديموغرافي بتسهيل من النظام السوري حيث سيطرت الميليشيات الإيرانية على الأحياء الفارغة من سكانها ولا سيما أحياء بابا عمرو وكرم الزيتون والنازحين و أجزاء من باب الدريب وباب السباع”.

وأضاف الدالاتي لـ SY24 أنه: “في تلك الفترة كانت عائلات المقاتلين الإيرانيين تسكن في منازل الأهالي الأصليين بعد أن تم تهجيرهم، وبعد أن سيطر النظام السوري على مدينة حمص وريفها بشكل كامل أصبح التغيير الديموغرافي يتم تحت غطاء إعادة الإعمار، أو تنازل الأهالي عن بيوتهم المدمرة مقابل تعويضات بسيطة لأنهم غير قادرين على ترميم بيوتهم، وأصبح السماسرة المتعاونين مع الإيرانيين يدفعون التعويضات عن البيوت المدمرة من أهلها الأصليين مقابل تنازلهم عن هذه البيوت”.

وتابع الدالاتي أنه “وتحت غطاء اعادة الإعمار يتم بناء وحدات سكنية وأبنية في هذه الأحياء وإسكان عائلات المقاتلين الإيرانيين، حيث أن جزءا كبيرا منهم حصل على الجنسية السورية لقاء خدماته وقتاله الى جانب جيش النظام السوري”.

وختم الدالاتي بالقول، إن “النظام الإيراني وبتسهيل من نظام الأسد يسعى دائما للسيطرة على قلب المدينة لذلك يركز على الأسواق التجارية وأيضا على الأحياء الرئيسية الهامة في قلب مدينة حمص”.

أما الباحث في الشأن الإيراني النقيب ضياء قدور فقال لـ SY24، إنه “بخصوص حي باب عمرو الواقع داخل مدينة حمص فقد تم تدميره بشكل ممنهج، وتم تخريب البنية التحتية للحي بالكامل، ليصبح من المستحيل على أهالي الحي العودة والسكن فيه مجدداً”.

وأضاف: “بالنظر للشائعات التي تبثها المليشيات الإيرانية المنتشرة داخل مدينة حمص على شكل مليشيات دفاع وطني، انتشر الذعر بين الأهالي أن الحواجز الأمنية الموضوعة على مدخل الحي تقوم باعتقال الشباب والنساء، وفي الحقيقة تم اعتقال العديد ممن حاولوا على الأقل زيارة الحي بعد حين”.

أما بالنسبة لحي باب السباع فقد تم تدميره في وقت سابق عبر راجمة صواريخ وضعت عند الحاجز المعروف بـالفارابي، لكن بقيت بعض البيوت بحالة مقبولة للسكن لكن تم وضع اليد عليها من قبل من أطلق عليهم الدفاع الوطني، ليقوموا بتأجير المنازل بعد الاستيلاء عليها بشكل غير شرعي بعد منع أهالي الحي من العودة إليه، حسب قدور.

وأضاف قدور، أن “حي باب السباع حاليا مسيطر عليه من قبل شبيحة مليشيات محلية موالية لإيران (الدفاع الوطني) وتم منع الأهالي من العودة إليه إلا بعض العائلات المسيحية، حيث يتم استغلال وجودهم لأهداف سياسية ككذبة حماية الأقليات التي يدعيها دوما نظام الأسد”.

من ناحية أخرى، وحسب قدور، عندما فر أهالي حي العباسية المجاور لحي البياضة وحي ديربعلبة، إلى أحياء أخرى إثر الاشتباكات العنيفة، فوجئوا بوجود مليشيات طائفية (سوريين وإيرانيين) وضعت يدها على الحي بأكمله ومنعت الأهالي من العودة، عندما قرروا العودة للحي، أما عن أحياء البياضة والخالدية وحي جورة الشياح تم تدميرها بشكل مخيف ومنع أي أحد من دخول هذه الأحياء، وقد سمح لبعض الأهالي في أحياء كرم شمشم والحميدية ووادي السايح بالعودة إليها بعد فك الحصار عنها، لكن مليشيات النظام الإيرانية بدأت تعبث فسادا ونهبا وسرقة أمام أعين الجميع ودون وجود أي رادع.


وبالعودة للمصدر الاقتصادي فقد لفت إلى أن “الأبراج التي يتم بناؤها حول مدينة دمشق هي بأموال تجار سوريين ولكن من خلفهم يقف ممولين إيرانيين بنسبة 49% من رؤوس الأموال، وهذه الأبراج سيكون لها طابع اقتصادي ربحي في المقام الأول، ولكن أيضا سيكون لها طابع إيديولوجي من وراء ذلك”.

وأشار مصدرنا إلى أن “التجار المتعاملين مع الإيرانيين في الفترة الحالية هم غالبا من أبناء البلد السوريين أحدهم سامر الفوز وآخر يدعى محمد خير سريول وهم من التجار المعروفين على مستوى القطاع الاقتصادي”.

وشدد على أن “دمشق القديمة ستكون مكانا لسكن العائلات الإيرانية وخاصة من أصحاب النفوذ، والتي ستختار السكن بالقرب من المراقد كرأس الحسين في الأموي ومقام السيدة رقية والسيدة زينب، وسيعمل التجار الكبار على تسهيل السياحة الدينية ما بين النجف وقم الإيرانية باتجاه دمشق”.

وأضاف أنه “بالنسبة لأحياء دمشق القديمة غالبا سيكون سكانها ممن لهم ارتباطات بالدمشقيين القدامى من نفس عوائلهم من أصحاب المذهب الشيعي ومن الذين حصلوا على الجنسية السورية، مثل عائلة اللحام والصوص والروماني وأبو كنان، وسيقومون بأخذ أسماء تلك العائلات للحصول على الجنسية السورية من خلالها، وسيسكنون في تلك الأحياء الدمشقية القديمة”.

ومنذ بداية الدخول الإيراني إلى سوريا أصبح هناك تعاون ما بين التجار اللبنانيين الموالين لحزب الله وبين تجار سوريين ليس لهم ولاء سوى المال، وهناك بعض التجار السوريين مشهورين جدا في البلد وهم أعضاء في مجلس الشعب وأحدهم على صلة مع تاجر إيراني بالنجف ممثل لكثير من الجهات الإيديولوجية في إيران، هدفه بناء مساكن لبيعها بأسعار معينة لبعض الأشخاص لإسكانهم في مناطق محددة مثل دوما داريا مضايا عش الورور وغيرها من المناطق المحيطة بدمشق، حسب المصدر ذاته.

مقالات ذات صلة