قال المتحدث باسم الرئاسة التركية “إبراهيم كالن”، إن بلاده لا ترى في رأس النظام السوري “بشار الأسد” زعيما لسوريا، مشيرا إلى أهمية إجراء انتخابات نزيهة وقانونية في سوريا، متطرقا في الوقت ذاته إلى مسار أستانا وأهميته فيما يتعلق بتخفيف حدة العنف على الأراضي السورية.
كلام “كالن” جاء خلال مشاركته عن طريق “الأون لاين”، مساء أمس الجمعة، في ندوة أعدها “مركز التفاهم البريطاني التركي”، والتي حملت عنوان “الحضارات في عصر كورونا”.
وفي رد منه على سؤال حول وجود اختلاف في وجهات النظر بخصوص النظام السوري بين تركيا والأطراف الداعمة له روسيا وإيران، قال “كالن”، “نعتقد أننا لا نراه زعيما”، في إشارة إلى رأس النظام “بشار الأسد”.
وأضاف أنه “من المهم جدا أن ترى تركيا انتخابات قانونية ونزيهة في سوريا، مع التأكيد لى أهمية أعمال لجنة صياغة الدستور”.
وفيما يخص مسار أستانا قال “كالن” إن “محادثات أستانة بين تركيا وروسيا وإيران، خففت من حدة العنف على الأرض في سوريا”، مضيفا أن “أصحاب المصالح ينظرون لسوريا وفق مصالحهم الضيقة، لا أحد يعتبر سوريا موحدة، أو يعير أي اهتمام للشعب السوري”.
وأشار “كالن” إلى أنه “علاوة على ذلك بعض الدول يبحثون عن سبل إبقاء قواعدهم العسكرية في سوريا، وآخرون بالسيطرة على أبار النفط، هذه الحسابات الصغيرة، تزيد من صعوبة إيجاد مستدام للاشتباكات في سوريا”.
وتعليقا على ذلك قال المحلل السياسي التركي “مهند حافظ أوغلو” لـ SY24 ، إنه “لاشك أن تركيا تنظر إلى سوريا أنها أكبر من شخص، أيا كان هذا الشخص، وعندما أشعل الشعب السوري شعلة الحرية وحاول بشار الأسد إطفاءها وقفت تركيا مع الشعب وليس مع الحاكم”.
وأضاف أن “تركيا تؤمن بأن الشعب هو من يقرر من يكون رئيسه، ولا تقبل أن يسود الظلم بلدا، وهذا هو نفس السبب الذي جعل تركيا تتفق مع حكومة الوفاق الليبية، لأنها توقن أن الحكم لا يمكن أن يكون بيد عسكرية، بل الانتخاب الديمقراطي هو أساس لجعل أي بلد ذا سيادة وحرية”.
وأكد أنه “عندما بدأت عمليتها درع الربيع في إدلب، إنما قامت بها لأن أغلب الشعب السوري الذي رفض أن يكون الأسد حاكما قد جاء إدلب، و كادت تركيا أن تدخل في صدام عسكري مع روسيا في إدلب، وهذا موقف يدل أولا على المبدأ الذي تعتمده تركيا وهو الدفاع عن الحرية والديمقراطية، وأيضا إدلب هي خاصرة رخوة لتركيا يهدد من خلالها أمنها القومي وهذا لا يمكن السماح به”.
وبين الفترة والأخرى يسعى النظام السوري وبضوء أخضر من روسيا وإيران لخرق الاتفاقيات بخصوص منطقة إدلب شمالي سوريا، وفي كل مرة تؤكد تركيا أنها لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء تلك الخروقات، ومن أجل ذلك تسعى تركيا بشكل دائم للضغط على روسيا كي تضغط على النظام السوري ومنعه من تنفيذ الخروقات.
يشار إلى أنه في 5 آذار/مارس الماضي، توصل الطرفان التركي والروسي إلى اتفاق بخصوص منطقة إدلب دون أن يكون لإيران أي دور فيه، يقضي بوقف تام لإطلاق النار في المنطقة، وتسيير دوريات مشتركة على طريق (حلب اللاذقية) أ وما يعرف بطريق الـ M4.