أعرب النظام السوري عن غضبه وسخطه الشديد من ضخ العملة التركية في الشمال السوري المحرر، متهما تركيا أنها تسعى لما أسماه “تتريك المنطقة واحتلالها اقتصاديا”، متجاهلا اقتصاده المنهار وعملته التي تشهد نزيفا حادا أمام العملات الصعبة وخاصة الدولار.
وأشار النظام عبر ماكيناته الإعلامية إلى أن الهدف الرئيس هو إلغاء العملة السورية بشكل كامل من تلك المناطق وإحلال الليرة التركية بديلا عنها.
واشتكى النظام عبر إعلامه من تركيا، مشيرا إلى أن تركيا تسعى لتحويل المناطق السورية المتواجدة فيها رويدا رويدا إلى مناطق تركية حسب زعمه.
وردا على ذلك قال المحلل السياسي التركي “عبد الله أوغلو” لـ SY24، إنه ” لا جديد في موقف النظام العدائي تجاه تركيا، وهو متضرر من هذه الخطوة لأنها ستحرم النظام من تدفق العملة الصعبة إلى خزينته فقد كان يطبع عملة بدون رصيد ويرسلها إلى المناطق المحررة ويجمع الدولار بدلا عنها، وهو غير آبه بمصير الناس ووضعهم المأساوي ويمارس القتل والتنكيل بهم مستقويا بمحوري الشر روسيا وإيران، حيث يبيع لهم مقدرات البلد مقابل بقائه في السلطة ومشاركته في قتل السوريين”.
وأضاف أن “تركيا ضخت عملتها في المنطقة استجابة لمطالب السلطات المحلية، ولإنقاذ ما يمكن إنقاذه نتيجة انهيار العملة السورية وتأمين توازن واستقرار اقتصادي في المنطقة”.
وقبل أيام بدأت في مناطق الشمال السوري ضخ العملة التركية من الفئة النقدية الصغيرة “الليرة”، وذلك بالتزامن مع الانهيار السريع الذي تشهده الليرة السورية مقابل الدولار.
وذكرت مصادر محلية أن مراكز البريد التركي PTT في شمال سوريا بدأت تضخ كميات كبيرة من العملة المعدنية (فئة ليرة تركية) في مسعى لتأمين الطلب المتزايد عليها بعد قرارات المجالس المحلية لاستبدال الليرة السورية بالتركية.
وكان رئيس الحكومة السورية المؤقتة “عبد الرحمن مصطفى” قال في تصريح خاص لـ SY24، إنه “بعد تسارع انهيار الليرة السورية تم تكثيف اللقاءات مع الأخوة الأتراك لتدارك الأمر والحفاظ على ما تبقى من مدخرات الأخوة المواطنين باتخاذ الخطوة الأولى في مسيرة ضخ الفئات النقدية الصغيرة من العملة التركية في الشمال المحرر وهي خطوة ستتبعها المزيد من الخطوات”.