تواصل إسرائيل وعبر سلاح الجو الحربي التابع لها، استهداف مواقع الميليشيات الإيرانية في أكثر من منطقة داخل سوريا، مخلفة خسائر مادية وبشرية في صفوف تلك الميليشيات.
ووسط هذا التصعيد الإسرائيلي ضد التواجد الإيراني في سوريا، يرى مراقبون أن إيران تلجأ إلى إعادة تموضع ميليشياتها وتوزيعها عقب كل استهداف من أجل التحايل والالتفاف على الضربات الإسرائيلية.
ويطفو على السطح السؤال الأبرز لماذا لا ترد إيران على تلك الضربات الإسرائيلية؟ وما الذي يمنعها من ذلك؟ وهل إسرائيل تعمل على استفزاز إيران من أجل أن ترتكب الأخيرة أخطاء تكون ليس في صالحها؟
وتعليقا على ذلك قال المعارض الإيراني “علي رضا” لـ SY24، إن “الزعماء العسكريين في إيران ورغم جميع الشعارات ضد إسرائيل ومسيرات يوم القدس، لا يرغبون في أي مواجهة عسكرية معها لا في لبنان ولا في سوريا وسكوتهم إن دل على شيء فيدل على دجلهم وخوفهم”.
وأضاف “رضا” أن “الحرس الثوري يغمض العين على هذه الضربات لأسباب عديدة أولها الخوف من المواجهة العسكرية خاصة وأن إيران أصبحت أضعف بكثير عسكريا، كما وأن الموقف الاقتصادي والسياسي والاجتماعي أيضا يمنعهم من خوض معركة جديدة في سوريا والشعب الإيراني أصبح يرفض التدخل الإيراني في سوريا بشكل كامل خاصة في ظل الفقر وتفشي كورونا، فلا يمكن للحرس الثوري خوض أي نوع من المعركة في الأراضي السورية اليوم بل حتى تسليط الضوء على حضوره العسكري ووجود معسكراته في سوريا”.
وأشار إلى أن “سعر أي نشاط عسكري في سوريا أغلى بكثير من الناحية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وتطبيق قانون قيصر أيضا له دور في انخفاض النشاط العسكري الإيراني في سوريا والسكوت على الضربات والغارات الإسرائيلية”.
وكانت إسرائيل هددت وعلى لسان مسؤولين عسكريين في أكثر من مناسبة بأن التمركزات الإيرانية في سوريا، باتت “بنك أهداف لها” وستواصل ضربها للضغط على إيران للخروج من المنطقة.
من جهته قال المحلل العسكري والاستراتيجي العقيد “إسماعيل أيوب” لـ SY24، إن “إيران تعلم أن ردهم على إسرائيل سوف يفتح عليهم أبواب جهنم، وإسرائيل تنتظر أن توجه أي من الميليشيات ضربة على أي هدف إسرائيلي ضمن الأراضي الفلسطينية المحتلة حتى تقوم بضربات واسعة وشاملة وقوية على الوجود البشري الإيراني”.
وأضاف أن “معظم الضربات الإسرائيلية على الأهداف ذات الطابع الميليشياوي الإيراني في سوريا هي على أهداف متفق على أن لا تتواجد في سوريا مثل الطيران المسير وصواريخ الأرض أرض ومراكز الاستشعار عن بعد والقواعد الثابتة، لذلك عندما تكتشفها إسرائيل تقوم بتنفيذ ضربات عليها، وبالتالي إسرائيل حتى الآن لم تخرج عن إطار الاتفاق الموجود بينهما وهذا الاتفاق حقيقة غير معلن لكنه ملموس على أرض الواقع.
وأثار التصعيد الإسرائيلي الأخير ردود فعل غاصبة من موالين، لكن ليس من النظام السوري فحسب الذي لا قدرة له على الرد أصلا وفق ما يرى راقبون، بل من الجانب الروسي وغياب دفاعاته الجوية عن التصدي لتلك الضربات الإسرائيلية التي تطال النظام والميليشيات الإيرانية معا.
وفي هذا الجانب قال المحلل السياسي “مصطفى النعيمي” لـ SY24، إن “العمليات الإسرائيلية العسكرية اليوم هي عمليات جراحية نوعية يتم بها استهداف القوات الإيرانية داخل الخارطة السورية، وربما هناك اتفاق ضمني روسي إسرائيلي بإخراج إيران من الساحة السورية، خاصة وأن روسيا اتهمت بالاستهداف الأخير بالتواطؤ مع الجانب الإسرائيلي في عملية الاستهداف التي طالت المواقع الإيرانية”.
وأشار إلى أن “الاستهداف الإسرائيلية للتحركات الإيرانية داخل الخارطة السورية بدأت بالتغيير في قواعد اللعبة، فسابقا كانت في المنطقة الجنوبية فقط وإبعادها 50 كم، وذلك ما بعد مؤتمر الأمن القومي الثلاثي الذي جمع إسرائيل روسيا وأمريكا واتفقوا على إبعاد إيران، لكن على ما يبدو لم تصل الرسالة لطهران أو بالأحرى وصلت الرسالة ولكنها تحاول الالتفاف على كافة الاتفاقيات بحيث دخلت المنطقة الجنوبية تحت غطاء الفرقة الرابعة وسيطرت على مناطق قريبة من الحدود وتم استهدافها عدة مرات وأحيانا يتم استهدافها من خلال المروحيات”.
وتابع أن “إيران موجودة اليوم بدرعا بشكل واضح جدا وهناك خلافات كبيرة تدور داخل محافظة درعا على وجه الخصوص، وهناك قواعد إيرانية مستحدثة الآن على الحدود السورية العراقية حيث يتم تجميع سيارات الشحن البرية من البوكمال تجاه السويداء ودير الزور ومنطقة البحوث العلمية بحلب وباتجاه منطقة حمص”.
وأشار إلى أن “الاستهداف الإسرائيلي الأخير طال منطقة حماة والمعلومات الأولية تفيد بأن هناك طائرات مسيرة تم جلبها من طهران ويتم تجميعها في سوريا وهي تعد لمعركة إدلب، بينما في الحقيقة إسرائيل تتخوف من وجود هذه الطائرات على حدودها فكانت الضربة الاستباقية.