اشتكى عمال مرفأ طرطوس من نقص رواتبهم المقدمة لهم من الشركة الروسية المشغلة للمرفأ، إضافة لتخفيض قيمة المخصصات الغذائية أو حرمانهم منها، وتأجيل صرف الحواجز، مؤكدين أن كل ذلك بحجج وذرائع واهية خلافا للعقود الموقعة بينهم وبين الشركة الروسية.
ونقلت وسائل موالية للنظام عن المشتكين احتجاجهم ورفضهم قبض رواتبهم أول الشهر الجاري من الشركة الروسية المشغلة للمرفأ بسبب النقص الموجود فيها من عدة نواحٍ، بسبب عدم وجود (فيش) براتب كل عامل منذ استلام الشركة الروسية وحتى الآن، ووجود مشكلات كثيرة عند معظم العاملين منذ ثلاثة أشهر وحتى الآن خلافاً للعقود الموقعة بين الطرفين، منها عدم إعطائهم الأجر المتحول، وتخفيض قيمة الوجبة الغذائية من 700 ليرة إلى 100 ليرة، إضافة لحرمان البعض من هذه الوجبة، وتأجيل صرف الحوافز للعمال شهراً بعد آخر، بحجة وجود خلل في المنظومة وخطأ من موظفي المالية.
وعلاوة على ذلك اشتكى العمال من الازدحام الكبير والفوضى التي يشهدها مكتب المعتمد المالي بداية كل شهر، بسبب عدم استلامهم رواتبهم من ماكينات الصرافة، الأمر الذي يخلق جوا من الفوضى يرافقها نوع من توجيه الشتائم للعمال، يضاف إلى ذلك البطء الشديد في عملية تسليم الرواتب.
وتعليقا على ذلك قال الخبير الاقتصادي الدكتور “محمد حاج بكري” لـ ، إن “شركه ستروي ترانس غاز الروسية تستثمر معمل طرطوس بموجب الاتفاقية التي وقعتها مع نظام بشار الأسد، ويتواجد في المرفأ قرابة 2500 عامل، ويبدو أن النظام يبيع ممتلكات البلد مع البشر”.
وأضاف أنه “في أحسن الحالات لا يتجاوز راتب العامل ما قيمته 30 دولار كراتب شهري مع الحوافز، والروس يناورون حتى في دفع مثل هذا المبلغ وهذا يعطي مؤشر على نظرة الروس إلى العمالة السورية وخاصة في ظل وجود عدد فائض من العمال تحت بند البطالة المقنعة والتي تعيشها المؤسسات السورية، ورفض العمال استلام الرواتب يدل على مستوى التضخم وارتفاع الأسعار قياسا إلى هشاشة وتدني الراتب المقرر، وإلى الوضع الاقتصادي الذي وصل إليه الروس”.
وأشار إلى أن “معظم العمال في مرفأ طرطوس من الموالين لنظام الأسد ولا تتوفر لديهم أبسط وسائل العيش ويعانون من الفقر المدقع، وضحى بهم الأسد وبلقمه عيشهم في سبيل البقاء على كرسي الحكم، وستتكرر هذه الاحتجاجات حتى تتحول إلى صرخات في وجه من حرم السوريين من خيرات سوريا”.
وأثارت هذه الشكوى ردود فعل غاضبة بين الموالين للنظام وحتى للروس، معربين عن صدمتهم من هذه الممارسات بحق عمال المرفأ.
وطالب آخرون بأن تصل تلك الشكوى لرأس النظام السوري “بشار الأسد”، فيما قال آخرون “نحن اللي جبنا الدب لكرمنا، وكل تلك الممارسات من أجل إحضار عمال روس لأكل الأخضر واليابس”، وسخر آخرون بالقول “غدا يخرج علينا مسؤول روسي ويطالبنا بالصمود”.
يشار إلى أن الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”، وقّع مطلع حزيران الماضي، مرسوما فوض فيه وزارتي الدفاع والخارجية بإجراء مفاوضات مع النظام السوري بغية تسليم العسكريين الروس منشآت إضافية وتوسيع وصولهم البحري في سوريا، حسب وكالة “انترفاكس” الروسية وباعتراف من وسائل الإعلام الموالية للنظام.
كما أصدر “بوتين” قرارا يقضي بتعيين مبعوث خاص به في سوريا، حيث تم ترفيع السفير الحالي في سوريا “ألكسندر يفيموف”، ليصبح مبعوثا شخصيا له، ما دفع بنشطاء سوريين وشخصيات سياسية معارضة للتحذير من تبعات تلك الخطوات الروسية في قادمات الأيام.