واقع معيشي سيئ يعانيه سكان بلدة “جديد عرطوز الفضل” بريف دمشق الغربي، المحجور عليهم صحيا بسبب تفشي فيروس “كورونا”، وسط تجاهل ملحوظ من حكومة النظام السوري عن تأمين أبسط الاحتياجات لهم، الأمر الذي دفع بكثير منهم لبيع أثاث منزله لتأمين لقمة العيش.
واعترفت بعض وسائل الإعلام الموالية، بالحال المأساوي الذي وصل إليه الوضع في تلك البلدة، حيث قالت صحيفة “الوطن” المؤيدة للنظام إن “الحجر الصحي على تجمع جديدة عرطوز الفضل فرض واقعا معيشيا واقتصاديا صعبا ومؤلما، كون غالبية السكان من الطبقة الفقيرة ولا تملك مصدر دخل ثابت، وإنما تعمل باليومية أو بمهنة البناء أو سائقين أو مهنة إصلاح السيارات وغيرها من المهن التي توقفت تماما خلال فترة الحجر والتي زادت عن 20 يوما”.
وأشارت بأصابع الاتهام إلى تقصير حكومة النظام تجاه سكان البلدة وقالت، إن “المؤسف أن إجراءات المحافظة ظلت عاجزة عن تأمين مساعدات إغاثية دائمة لأبناء التجمع و كمية 4000 سلة غذائية التي تم توزيعها لم يستفد منها سوى 25 % من السكان كون التجمع يزيد عدد سكانه الـ 200 ألف نسمة، إضافة إلى أن القدرة الشرائية غابت عن الأهالي ما دفعهم إلى بيع أثاث منازلهم لإطعام أولادهم”.
وضربت الصحيفة الموالية أمثلة عن الأوضاع السيئة في البلدة، مشيرة إلى رؤية شاب يعرض مروحة كهربائية للبيع ليشتري طعاما لأسرته، إضافة لرجل يعرض دوره بتبديل أسطوانة الغاز للبيع ليشتري طعاما لأسرته، كما لفتت الانتباه إلى انتشار حالات التسول بين الأطفال وطرق الأبواب من أجل الحصول على طعام لذويهم.
وأضافت أن الحجر الصحي كشف عن أمور كثيرة كانت مستورة قبل الحجر، محذرة من الكارثة في حال استمر الحجر لفترة أطول.
وبينت الصحيفة أنها تواصلت مع أحد أعضاء مجلس المحافظة من أبناء البلدة والذي قال بحزن وحسرة “والله وصلت الأمور لهون وللأسف تعبنا”، أي أن الناس بدأت تبيع أثاث منازلها لإطعام أولادها، مبينا انه نقل الصورة كامله للجهات المعنية في المحافظة والتي وعدت خيرا.
وأثار ما تمر به البلدة وتجاهل حكومة النظام لها، سخط كثيرين طالبوا بإيجاد الحلول بأسرع وقت ممكن وفل الحصار المفروض عليها بحجة الحجر، متسائلين عن السبب وراء هذا الحجر في حين أن العاصمة دمشق تشهد تسجيل إصابات ولم يتم التعامل معها كما يتم التعامل مع تلك البلدة الصغيرة.
ومنتصف حزيران الماضي، أعلنت وزارة الصحة التابعة للنظام، عن إخضاع بلدة جديدة الفضل بمحافظة ريف دمشق والتي تتبع إداريا لمحافظة القنيطرة، للحجر الصحي بعد تسجيل عدة إصابات بفيروس كورونا فيها، مشيرة إلى أن هذا الإجراء يأتي منعاً لانتشار الفيروس وحفاظاً على الصحة العامة وسلامة المواطنين.
وعقب ذلك بدأ النظام السوري بنشر قوات الأمن وعناصر المخابرات في البلدة، وذلك منعا لدول وخروج الأهالي منها بعد فرض الحجر الصحي عليها من قبل وزارة الصحة التابع له، عقب تسجيل عدد من الإصابات بفيروس كورونا فيها.