شن سلاح الجو الإسرائيلي، مساء أمس الإثنين، عدة غارات جوية طالت مواقع لقوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية على أكثر من محور، وذلك عقب الاتفاقية العسكرية التي وقعتها إيران مع النظام، ونية إيران إرسال منظومة دفاع جوي لسوريا.
واعترف النظام بالاستهداف الإسرائيلي، وجاء ذلك على لسان وكالة “سانا” الرسمية، والتي نقلت عن مصدر عسكري قوله إنه “في تمام الساعة 21.48 من يوم الإثنين، قام طيران العدو الإسرائيلي من فوق الجولان السوري المحتل بتوجيه عدة رشقات من الصواريخ باتجاه جنوب دمشق وقد تصدت لها وسائط دفاعنا الجوي وأسقطت أغلبيتها، وأدى العدوان إلى إصابة سبعة جنود بجروح وأضرار مادية”.
ورصدت شبكة مراسلينا في الداخل السوري، تطورات الأوضاع الميدانية ساعة الاستهدافات الإسرائيلية على معاقل النظام وميليشياته.
وقال مراسلنا في درعا إن طيران الاحتلال الإسرائيلي استهدف بصواريخ شديدة الانفجار “تل المانع” شمال بلدة جباب بريف درعا الشمالي، والذي يعتبر نقطة تمركز للميليشيات الإيرانية.
كما طال الاستهداف الإسرائيلي محيط اللواء 52 في مدينة الحراك، ومحيط مطار الثعلة العسكري غرب السويداء، حسب مراسلنا، الذي أكد أن تلك النقاط تتمركز فيها ميليشيات تتبع لـ “حزب الله” وإيران.
أما في دمشق فقال مراسلنا إن الطيران الحربي الإسرائيلي استهدف عدة مناطق في دمشق ومحيطها بأكثر من 10 غارات جوية، مشيرا إلى أن أصوات القصف والغارات سمعت بوضوح في دمشق وفي غوطتها الشرقية والغربية، الأمر الذي تسبب بحالة رعب شديد لدى المواطنين.
وأضاف أن الغارات استهدفت مناطق في محيط الكسوة بريف دمشق مع توجه عشرات سيارات الإسعاف للمنطقة المستهدفة، واستهدفت الغارات أيضا محيط مطار المزة العسكري وفي منطقة صحنايا بريف دمشق حيث تتخذ الميليشيات الإيرانية والشيعية مواقع عسكرية لها في هذه المناطق.
وأكد مراسلنا نبأ مقتل قتل الجنرال “علي حاج حسين” قائد الحرس الثوري الإيراني في المنطقة الشرقية من سوريا جراء القصف الإسرائيلي الذي استهدف اجتماعا ضم جنرالات إيرانيين وضباط رفيعي المستوى في جيش النظام بمحيط مدينة صحنايا بريف دمشق.
وأضاف أن من بين قتلى الميليشيات الإيرانية القياديين “علي عبد الكريم جفال” و “حسين هادي عليان”.
وذكر الناشط الميداني “محمد الأسعد” ونقلا عن مصادر خاصة من محيط العاصمة دمشق لـSY24، أن الاستهداف الإسرائيلي طال نقاط تابعة لميليشيات إيرانية تبعد نحو 14 كم عن محيط مدينة الكسوة بريف دمشق، حيث يوجد في هذا الموقع أبنية حديثة أنشأتها الميليشيات الإيرانية بداية العام 2018، وتم استهداف المبنى رقم 7 من بين هذه الأبنية، وتعد هذه المنطقة نقطة عسكرية إيرانية بامتياز.
وأضاف “الأسعد” أن “إيران بدأت تفرض طوق أمني أكبر حول العاصمة دمشق إضافة للمنطقة الجنوبية القريبة من القنيطرة ودرعا، وأن لدى إسرائيل معلومات عن دفعة أسلحة ستصل لإيران من أحد المطارات في محافظة حمص إلى محيط العاصمة دمشق، خاصة وأن دفعة الأسلحة تلك وصلت من إيران للعراق إلى سوريا”.
وذكر موقع “إيران إنسايدر” المهتم بتوثيق الشأن الإيراني، أن “القصف استهدف مواقع عسكرية عدة تضم منظومات صواريخ دفاع جوي في كل من درعا والقنيطرة والكسوة وصحنايا بريف دمشق، وأنه جاء بعد وصول معلومات مؤكدة عن نشر منظومات صواريخ إيرانية للدفاع الجوي بعد الاتفاقية العسكرية الأخيرة بين النظام وإيران”.
وأضاف المصدر ذاته أن “طائرة شحن إيرانية أقلعت صباح الأحد من طهران إلى سوريا وهبطت في مطار دمشق حوالي الساعة السابعة صباحاً، وبحلول الساعة الثانية عادت بالفعل إلى طهـران”.
وفي 9 تموز الجاري، أعلنت إيران عن توقيعها اتفاقية مع النظام السوري لتعزيز التعاون العسكري والأمني في شتى المجالات بين البلدين، بينما رأى فيها مراقبون أنها تتيح لإيران وضع يدها على جيش النظام.
وفي 14 من الشهر ذاته، كشفت مصادر إعلامية إيرانية رسمية ومعارضة، عن نية إيران إرسال منظومة الدفاع الجوي “باور 373” إلى سوريا قريبا.
وكان الباحث في الشأن الإيراني “خالد الحربي” قال لـSY24، إن “منظومة باور هذه والتي تعني بالفارسية (العقيدة)، قد تمّ نصبها على الأراضي السورية وبإمكانها أن تكشف طائرات الخصم على بعد 350 كم وتصطادها من مسافة 250 وتضربها من مسافة 200 كم وهي على علو 27 كم”.
وتعليقا على تلك الضربات الإسرائيلية الجديدة قال الخبير العسكري الاستراتيجي، العقيد “إسماعيل أيوب” لـSY24، إن “إسرائيل لن تسمح لإيران بتجاوز الخطوط الحمراء مثل نصب الدفاعات الجوية وصواريخ الأرض أرض والطيران المسير الحامل للصواريخ ومراكز الأبحاث ومعدات التكنلوجيا، وهي أمور ممنوع على إيران إدخالها إلى سوريا، لكن إيران تحاول القفز على هذه الخطوط الحمراء، وبالمقابل إسرائيل تراقب عن طريق أقمارها الاصطناعية كل التحركات الإيرانية”.