هللت ماكينات إعلام النظام السوري لاحتفالات القيادة الروسية في سوريا بـ “عيد الأسطول البحري الروسي”، والذي أقامت فعالياته على شواطئ مدينة طرطوس الساحلية، في حين رأى مراقبون أن هذا العرض يحمل العديد من الرسائل التي تريد روسيا إيصالها، في ظل استمرار آلة القتل التابعة لها بالمشاركة إلى جانب النظام ضد السوريين.
ونظمت روسيا، أمس الأحد، عرضاً عسكرياً بحرياً بمناسبة يوم البحرية الروسية، حيث شاركت فيه أكثر من 40 طائرة ومروحية وأكثر من 40 سفينة و4000 جندي وجندية في العرض البحري.
وشارك في الاحتفال وزير دفاع النظام “علي عبد الله أيوب”، وعدد كبير من ضباط النظام ومسؤوليه، إضافة لكبار الضباط الروس العاملين في سوريا.
وأثار هذا الاحتفال ردود فعل غاضبة بين عدد من السوريين في مناطق سيطرة النظام، مشيرين إلى أن هذا الاحتفال بمناسبة “احتلال الروس لسوريا”، وأن هذا الاحتفال مخصص لـ “سارق خيرات البلد”.
وطالب آخرون القوات الروسية بـ “الخروج من سوريا، والاحتفال في أي مكان آخر بعيد عن الأراضي السورية”.
وتعليقا على ذلك قال المختص بالشأن الروسي “عبد الفتاح طاحون” لـ SY24، إنه “إذا كان ثمة رسالة من هذا الاحتفال فهي على الأغلب رسالة إلى الداخل الروسي والوجدان الروسي الذي تقف عقدة ( المياه الدافئة ) فيه لقرون طويلة، فلطالما حلمت روسيا بموطئ قدم على المياه الجنوبية غير المتجمدة، ورسالة مفادها أننا حققنا هدفا كبيرا من تدخلنا في سوريا، هذا من جهة”.
وأضاف أن”ميناء طرطوس هو للروس بمثابة مرفأ للغواصات النووية حصلوا عليه إلى جانب ميناء مرفأ سيفاستوبيل في شبه جزيرة القرم في أوكرانيا التي ضمتها روسيا في العام 2014، وميزة هذه المياه لروسيا أنها مياه غير متجمدة”.
وتابع أنه “إذا ما ذكرنا أن روسيا في تسليحها تعتمد على الغواصات أكثر منه على حاملات الطائرات والقواعد العسكرية فيكون الحصول على المرفأين في كل من سوريا وأوكرانيا نتائج كبيرة تستدعي الفخر والاحتفال سيما في ظل أجواء تسويق ( الحس الإمبراطوري والقيصري ) الذي يمارسه النظام الروسي القائم وقادته ونخبه”.
وفي حزيران الماضي، وقّع الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”، مرسوما فوض فيه وزارتي الدفاع والخارجية بإجراء مفاوضات مع النظام السوري بغية تسليم العسكريين الروس منشآت إضافية وتوسيع وصولهم البحري في سوريا، حسب وكالة “انترفاكس” الروسية وباعتراف من وسائل الإعلام الموالية للنظام.
كما أصدر “بوتين” قرارا يقضي بتعيين مبعوث خاص به في سوريا، حيث تم ترفيع السفير الحالي في سوريا “ألكسندر يفيموف”، ليصبح مبعوثا شخصيا له، ما دفع بنشطاء سوريين وشخصيات سياسية معارضة للتحذير من تبعات تلك الخطوات الروسية في قادمات الأيام.