تحدث الإعلام التركي، عن سعي مجموعات تابعة لإيران والنظام السوري إلى تخريب اتفاقية وقف إطلاق النار المبرمة مع روسيا في محافظة إدلب شمال سوريا، منذ الخامس من آذار/مارس الماضي.
وأكدت وسائل إعلامية تركية، من بينها وكالة “الأناضول” الرسمية، أن المجموعات الموالية لإيران تسعى لتعطيل اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب المبرم بين تركيا وروسيا.
وذكرت الوكالة أن المجموعات تحاول تخريب الاتفاق من خلال قصف المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية المعتدلة بواسطة القذائف والصواريخ، مشيرة إلى وصول تعزيزات عسكرية إلى مدينتي معرة النعمان وسراقب في ريف إدلب، ومنطقة سهل الغاب في ريف حماة، وفقا لمصادر في المعارضة السورية.
وتعليقا على ذلك، قال “طه عودة أوغلو” الباحث بالشأن التركي والعلاقات الدولية، في تصريح لمنصة SY24، إن “المليشيات الإيرانية منذ اليوم الأول للاتفاق التركي الروسي على وقف إطلاق النار في ادلب، تحركت لإفشال الاتفاق وقامت ببعض المضايقات على نقاط المراقبة التركية”، مشيرا إلى أن “إيران تعي أن أي نجاح لهذا الاتفاق سوف يتعارض مع مصالحها في سوريا أو بتعبير أصح الخاسر الأول إيران ومليشياتها على الأرض السورية”.
وأكد أن “إيران تحركت على مسارين متوازيين خلال الأسابيع الماضية الأولى لترسيخ وجودها عسكريا، حيث قامت مؤخرا بتوقيع اتفاقا جديدا مع النظام السوري بشأن التعاون العسكري الشامل يقضي أحد بنوده بتطوير أنظمة الدفاع الجوي السوري، والآخر العمل على تعطيل اتفاق إدلب، كل هذه التطورات للتصدي لمحاولات إنهاء وجودها على الساحة السورية”.
وذكر “أوغلو” أنه “كل هذه التطورات تأتي أيضا في وقت ما زال المشهد السوري ضبابيا، وسط تبدل المصالح وتعدد الفرقاء واستمرار قصف النظام رغم الهدنة في إدلب”.
ومنذ 14 تموز الحالي، صعدت قوات النظام وميليشياتها التي تمولها روسيا وإيران من قصف منطقة جبل الزاوية في إدلب، وقرى سهل الغاب في حماة، عقب تفجير سيارة مفخخة بدورية روسية – تركية أثناء مرورها بالقرب من مدينة أريحا في ريف إدلب، من قبل جهة مجهولة.
يشار إلى أن وسائل إعلامية تابعة للنظام وروسيا، تتحدث منذ فترة طويلة عن استعدادات عسكرية لاستئناف القتال في محافظة إدلب، وتداولت قبل أيام صورة لقائد ميليشيا “لواء القدس الفلسطيني” أثناء قيامه بجولة ميدانية على جبهات القتال، مؤكدين حسب وصفهم أن “نصرا جديدا في إدلب قد اقترب”، في إشارة منهم إلى الاستعداد لشن عملية عسكرية جديدة في المنطقة.
وكانت مصدر خاص رفض الكشف عن اسمه، قد أكد في وقت سابق لمنصة SY24، أن “النظام وميليشياته يجهزون لعملية عسكرية في منطقة جبل الزاوية بالفعل”، مشيرا إلى أن “من استهدف الدورية الروسية بعربة مفخخة أثناء تنفيذ دورية مشتركة مع الجيش التركي بالقرب من منطقة أريحا، كان هدفه منح المبرر لروسيا من أجل استئناف العمليات العسكرية ونجح في ذلك”.
يذكر أن محافظة إدلب تشهد وقفا لإطلاق النار بموجب اتفاق موسكو المبرم في الخامس من شهر آذار/مارس الماضي، والذي ينص أيضًا على تسيير دوريات مشتركة على طريق حلب – اللاذقية، حيث تم الأربعاء الماضي، تنفيذ أول دورية تركية – روسية على كامل الطريق، ابتداء من سراقب وصولا إلى مناطق النظام في اللاذقية.