تمكن الشاب السوري “مجد أبازيد” من تحقيق حلمه والحصول على براءة اختراع لمشروعه الإبداعي، وهو عبارة عن طريقة رياضية قائمة على الذكاء الاصطناعي، والتي ستساعد في الكشف المبكر عن مرض الزهايمر وأمراض أخرى، وذلك بعد أن تم قبول هذا المشروع وتسجيله في المركز الأوروبي.
وبعد أن خسر الشاب “أبازيد” دراسته في الجامعات السورية التابعة للنظام منذ اندلاع الثورة السورية، كان من نصيبه أن تفتح الجامعات الفرنسية أبوابها أمامه، ليضع خطوة جديدة نحو تحقيق النجاح والإبداع.
ومنذ اللحظات الأولى لوصول “أبازيد”، أراد أن يحقق شيئا على أرض الواقع، وألا تبقى أفكاره الإبداعية حبيسة الورق، ومن هنا كانت البداية، بعد أن أتاحت الجامعات الفرنسية له فرصة الدخول إلى مختبرات البحث العلمي لأول مرة في حياته، كما أتاحت له فرصة فهم البحث العلمي على حقيقته.
وقال “أبازيد” في تصريحات خاصة لـ SY24، “أنا طالب دكتوراه في السنة الأولى، وأدرس ضمن مجالات علم المعلومات والرياضيات وعلم الأعصاب”.
وأوضح أن “عنوان الدكتوراه هو الكشف المبكر عن الأمراض العصبية عن طريق الذكاء الاصطناعي باستخدام الإشارات الكهربائية للدماغ”.
وقارن “أبازيد” بين رحلته الدراسية في فرنسا وبين ما تعرض له هو وأسرته في سوريا على يد النظام السوري وأعوانه، وقال “أنا فخور بالإنجاز الذي حققته في فرنسا ومن واجبي أن أقدم الشكر لها وعلى الظروف التي وفرتها لي كي أحقق حلمي الإبداعي، بعكس النظام الذي حاول اعتقالي عن طريق اتحاد الطلبة ولحسن الحظ أنني لم أكن موجودا حينها بسبب تنبيه أحد الأصدقاء لي بأن النظام ينوي اعتقالي نظرا لنشاطي السلمي في بداية الثورة”.
وأضاف أنه “بسبب محاولة النظام اعتقالي واعتقال أصدقائي قررت الخروج من سوريا، بعد أن شاركت في الثورة السورية في أول سنتين على اندلاعها، وضمن تلك الفترة اضطررت للتخلي عن دراستي في سنتي الجامعية الأولى وكانت هذه المرة الأولى التي أرسب فيها بحياتي الدراسية كلها”.
وأكد “أبازيد” أنه “كان فخورا بمشاركته وتفرغه للنشاط الثوري ولو على حساب دراسته، كونه يرى أنه لا معنى لأي دراسة أو إبداع في ظل نظام مجرم”.
وقال “أبازيد” إنه “كنت مستعدا أن أخسر حياتي في سبيل إسقاط النظام، وفي سبيل أن يعيش غيري من السوريين بحرية وكرامة”.
وأضاف “أبازيد” أنه “يهدي نجاحه واختراعه لآلاف المعتقلين السوريين، وليس للنظام القاتل الذي يتمنى أن يحصل عليه ويلمع صورته الإجرامية، وليس للنظام الذي تسبب باعتقال والده ومن ثم وفاته، والذي تسبب بمقتل ابنة خالته الطفلة ذات الـ 3 أعوام، كما تسبب بقتل أحد أعز أصدقائه، إضافة لاعتقاله العديد منهم”.
وختم “أبازيد” حديثه قائلا “منذ طفولتي وحلمي دراسة الدكتوراة في مجال هندسة المعلومات أو أن أكون مخترعا يوما ما، لكن دائما كان حلمي وما زال هو إسقاط النظام والعيش بدولة حرة ديمقراطية لكل السوريين بكل مكوناتهم وآرائهم السياسية، ومن أجل ذلك أقول “عاشت سوريا حرة أبيّة ويسقط بشار الأسد، وأيضا أقول حرية للأبد ولكل أولاد البلد “.
يشار إلى أن “أباز يد” يطمح حاليا في تسجيل براءة الاختراع لدى المراكز الأمريكية كي تصبح عالمية بدلا من أن تظل براءة اختراع أوروبية، حسب ما أفاد لنا.