واصلت تركيا الدفع بالمزيد من التعزيزات العسكرية باتجاه منطقة خفض التصعيد الرابعة إدلب شمال غربي سوريا.
وقال مراسلنا في إدلب إن “الجيش التركي دفع بالمزيد من الأرتال العسكرية في سبل التعزيزات إلى إدلب، حيث دخلت من معبر كفرلوسين الحدودي مع تركيا شمالي إدلب”.
وأضاف مراسلنا أن الجيش التركي أرسل 7 أرتال تضم العديد من الآليات الثقيلة بينهم دبابات وعربات، بالإضافة إلى شاحنات محملة بالمعدات اللوجستية والذخائر المتنوعة.
وأشار مراسلنا إلى أن هذه الأرتال توجه قسم منها إلى مطار تفتناز العسكري وقسم آخر إلى منطقة جسر الشغور.
وتتزامن تلك التحركات العسكرية التركية، مع خروقات مستمرة من النظام السوري وبضوء أخضر روسي على مناطق متفرقة في إدلب.
وقال مراسلنا إن “قوات النظام والميليشيات المتمركزة في ريف إدلب، قصفت، أمس الثلاثاء، بلدتي البارة وسفوهن في جبل الزاوية، بقذائف المدفعية الثقيلة، ما أدى إلى إصابة مدني بجروح”.
وأكد أن “مجهولين استهدفوا، صباح الإثنين، عربة تركية بصاروخ موجه، أثناء تنفيذ الدورية المشتركة مع القوات الروسية التي انطلقت من منطقة عين حور في ريف اللاذقية، ووصلت إلى بلدة النيرب في ريف إدلب الشرقي”.
وذكرت مصادر خاصة لـSY24، أن “الجيش التركي قام بتفتيش المنطقة التي تمت فيها عملية الاستهداف، وعثر على قاعدة كاتيوشا وصاروخ معد للإطلاق بالقرب من المكان الذي تم فيه استهداف العربة التركية”.
وتعليقا على ذلك قال الباحث بالشأن التركي والعلاقات الدولية “طه عودة أوغلو” لـSY24، إن “التحركات الأخيرة للنظام السوري وأعوانه من الروس والمليشيات الإيرانية خلال الأيام الأخيرة، والتي فهمت من الجانب التركي عن عزم نظام الأسد بشن عملية عسكرية جديدة بهدف السيطرة على منطقة جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، الأمر الذي دفع بالأتراك لإرسال مزيد من التعزيزات العسكرية (القتالية) إلى المنطقة، والطلب من فصائل الجيش الوطني السوري رفع جاهزيتها واستنفار عناصرها في منطقة الباب”.
وأضاف أنه “وعلى الرغم من التفاهمات التركية الروسية الأخيرة والتي ترجمت عمليا من خلال تسيير الدوريات العسكرية المشتركة، إلا أن هناك سباقا محموما بين الطرفين للسيطرة على المناطق التي تقع جنوب الطريق السريع M4، والتي تعتبر مقدمة لفرض السيطرة في المستقبل على محافظة إدلب بالكامل”.
وأشار إلى أنه “بعد حادثة استهداف الدورية التركية يمكن القول بأن الحسابات التركية الروسية على الساحة السورية أصبحت معقدة للغاية، وزاد من تعقيد الأمور أكثر تداخل الحسابات بين البلدين في ملفات أخرى خصوصا في ليبيا”.
وتابع قائلا “يبدو أننا أمام واقع جديد في مسار العلاقات التركية الروسية خلال المرحلة المقبلة، خصوصا مع تعاظم الملفات الخلافية بين البلدين، ومن المبكر جدا الحديث عن تفاهم قريب بين البلدين خاصة إذا تحدثنا بأن روسيا ما زالت تلوح ورقة الضغوط على أنقرة في الملف السوري بإدلب ومنبج ومنطقة شرق الفرات، لكن كل هذه الأمور تعتمد على قدرة الجانب التركي في استيعاب الروس الذي يحاولون تحقيق إنجازات على كافة الساحات الخلافية بين الجانبين دون تقديم تنازلات”.
يذكر أنه في 5 آذار الماضي، توصل الطرفان التركي والروسي إلى اتفاق يقضي بوقف لإطلاق النار في منطقة إدلب، إضافة لتسيير دوريات مشتركة على الطريق الدولي حلب اللاذقية أو ما يعرف بطريق الـ M4.