لم تكد تمضي أيام قليلة على انتهاء انتخابات ما يسمى “مجلس الشعب” التابع للنظام السوري، إضافة إلى قرب تشكيل حكومة نظام جديدة، حتى سارعت إيران لإرسال وفودها من طهران إلى دمشق لوضع النقاط على حروف المشاريع التي تريد الاستحواذ عليها، وخاصة مشاريع البناء والإعمار، الأمر الذي اعتبره الكثير من السوريين بمثابة بشرى سيئة.
وفي آخرالأخبار، إعلنت طهران أنها تريد السيطرة على كل المشاريع المتعلقة بقطاعات النفط والمياه والصرف الصحي والكهرباء، إضافة لمشاريع بناء مساكن اجتماعية وشبابية للسوريين.
يأتي ذلك في ظل الزيارة التي يجريها وفد إيراني رفيع المستوى، يضم معاون وزير الدفاع ورئيس منظمة التأمينات الاجتماعية للقوات المسلحة الإيرانية “إبراهيم محمود زادة”، يرافقه معاونه الوزير “راما ظاهر”، والسفير الإيراني في دمشق “جواد ترك أبادي”.
واجتمع الوفد الإيراني، مساء أمس الثلاثاء، بوزير الأشغال والإسكان في حكومة النظام “سهيل عبد اللطيف”، للإعلان عن نية إيران الصريحة بوضع يدها على مشاريع بناء المساكن الاجتماعية والشبابية في سوريا، وأي مشاريع تطوير عقاري أخرى.
وادعى الوفد الإيراني أن لدى طهران القدرة على التشييد السريع في المشاريع السكنية التي تحقق الجدوى الاقتصادية، من حيث التنفيذ السريع والكلف الخفيفة.
وأشار رئيس الوفد الإيراني “محمود زادة” إلى أن لدى طهران مجموعة كبيرة من الفنيين والمختصين بقطاعات المياه والصرف الصحي والكهرباء والقطاعات النفطية والبناء والإعمار.
وتعليقا على ما تسعى إليه إيران في هذه الفترة الحالية وعن الشيء الذي تريده من سوريا، أوضح المعارض الإيراني “علي رضا أسد زادة”، أن ما تريده الحكومة الإيرانية هو توسيع نفوذها في سوريا وذلك من خلال استثمارات فی البنية التحتية السورية، بما فيها قطاعات الطرق والمياه والصرف الصحي والكهرباء والقطاعات النفطية والبناء والإعمار”.
وأضاف لـSY24، أنه “وبعد صرف مليارات دولارات منذ 2011 ونظرا إلى أن روسيا أخذت حصة الأسد في سوريا، تسعى الحكومة الإيرانية أن تحقق بعض الإنجازات الاقتصادية وأن تسيطر على المشاريع الحيوية تحت عنوان تطوير وتفعيل العلاقات الاقتصادية، خاصة في ظل التغيير الديموغرافي الذي حصل نتيجة تشريد السكان الأصليين من مناطقهم طيلة الأعوام الماضية”.
وأشار إلى أن “الحكومة الإيرانية لديها باع طويل في استثمار مشاريع بناء البنية التحتية حيث تمكنت من فرض نفوذها في العراق، من خلال صرف مبالغ هائلة في بناء المساجد والمدارس والمستشفيات خاصة في الأماكن المقدسة بما فيها الكربلاء والنجف”.
وأضاف أن “هذه المشاريع يشرف عليها فيلق القدس الإيراني مباشرة لأنها جزء من آلية التوسع والنفوذ في الدول التي يراهن عليها فيلق القدس عسكريا، فلولا الحضور العسكري الإيراني في سوريا لما كان لتفعيل العلاقات والمشاريع وتعويض التأخير الذي حصل لسبب كورونا الأولوية لهم، لذلك ما تريده إيران في سوريا ليست علاقات متبادلة أو تقديم مساعدات بل السيطرة العسكرية والاقتصادية وتثبيت نفوذها”.
أما الباحث في المؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام “رشيد حوراني”، فرأى أن “زيارة الوفد الإيراني واجتماعه بوزير الأشغال في حكومة النظام تأتي لتؤكد أمرين اثنين، الأول ندية الوجود الإيراني مقابل الوجود الروسي، والثاني دور إيران في إعادة الإعمار من ناحية، ومحاولة ترسيخ دورها الاجتماعي للقوات المسلحة التابعة للنظام انطلاقا من اختصاص الوفد الإيراني”.
وحذر “حوراني” في حديثه لـSY24، من خطورة هذا الأمر وقال إن “الخطورة تتمثل بعدم انصياع إيران لكل الطروحات الدولية التي ترمي معالجة المسالة السورية انطلاقا من إخراج إيران، التي تعمل بدورها على التقدم خطوة إلى الأمام معلنة عدم استجابتها لتلك الرؤى والطروحات، وهو أمر سيصل إلى نقطة الصدام إن استمر السلوك الإيراني على هذا المنوال، أو مراضاته على حساب الشعب السوري”.
وقبل أيام سارعت إيران لتهنئة النظام على إنجاز الانتخابات البرلمانية، معتبرة أن “هذه الانتخابات تطور مهم في سوريا”.
يشار إلى أن إيران وفي 9 تموز الماضي، أعلنت عن توقيع اتفاقية مع النظام السوري لتعزيز التعاون العسكري والأمني في شتى المجالات بين البلدين، بينما رأى فيها مراقبون أنها تتيح لإيران وضع يدها على جيش النظام.